السبت، 27 مايو 2017

مستشفى العزل


كان العراق في بدايات القرن الماضي يعاني من كثرة الاوبئة والامراض مثل وباء الطاعون والكوليرا اضافة الى الامراض السارية والتي تشمل التدرن الرئوي والخناق والكزاز, وذلك لانعدام الوعي الصحي عند الاهالي وندرة المؤسسات الصحية.
بعد الاحتلال البريطاني في سنة 1917 ادركت السلطات الصحية الحاجة الى تأسيس مستشفى للعزل حيث يتم فيها حجز المريض وعلاجه بحيث يمنع انتشار المرض بين الاهالي وكانت اول بادره بداية سنة 1918..وذلك بأنشاء مستشفى بدائي بسيط  كان عباره عن مجموعة من الخيم نصبت  قرب بناية ثكنة الخيالة المعروفة لاحقا بالكرنتينة, كانت  الارض منخفضة  وعادة ما تغمرها مياه الامطار وتتجمع فيه الازبال والنفايات ..و كانت ادارة المستشفى المخيم  تحت اشراف طبيب عسكري من المستشفى الهندي رقم 70 ويعاونه موظف صحي هندي مع ممرضتين روسيتين وعدد من الخدم... بلغ عدد المرضى في اول سنة 488 مريضا وكان بينهم 214 مصابا بمرض الطاعون.
وفي اواخر سنة 1918 تقرر القيام ببناء مستشفى في نفس مكان الخيام وقد بوشر في البناء ولكن البناء توقف بعد اعتراض دائرة السكك الحديدية على المكان وذلك لحاجتها الى انشاء محطه للسكك في شمال بغداد قريبا من  كلية الهندسة ..
لذا تم اختيار قطعة من الارض في بستان السيد ابراهيم الاضروملي في جهة الكرخ قريبا من مقبرة الشيخ معروف الكرخي و تشكلت لجنه في سنة 1919 لدراسة المشروع وبناء مستشفى تستوعب حوالي 120 سرير مع ابنية لموظفي المستشفى, و بوشر بالبناء في شهر اب 1919 وبأشراف مباشر من المس بيل والتي تظهر في احد الصور المرفقة مع الكادر الاداري للمستشفى  وتم افتتاح المستشفى في نهاية عام 1919, وقد عهدت ادارتها الى كل من الكابتن وايت والكابتن كورنر مع ممرضتين ..
كان وباء الطاعون منتشرا آنذاك ,وقد ذكرت التقارير بان عدد المرضى في سنة 1921 ازداد الى 788 مريض من رجال ونساء. وتدريجيا تطورت الرعاية الصحية في المستشفى خاصة بعد اشراف الممرضات البريطانيات على خدمة المرضى والعناية بهم, كذلك افتتحت اجنحة خاصة للعلاج  مما ادى الى تحسين سمعة المستشفى واقبال الاهالي عليها بعد ان كانوا يتشائمون منها وذلك لقربها من مقبرة الشيخ معروف الكرخي. وفي سنة 1922 تحولت الإدارة الى مديرية صحة بغداد المركزية نظرا للعلاقة الوثيقه ما بين واجبات مديرية الصحة والمستشفى والتي تشمل الامراض السارية, وقد انيطت ادارة المستشفى المباشرة الى كل من الدكتور لانزون والى الدكتور لوبو حتى نهاية سنه 1922, وكانت الإدارة الداخلية ومراقبة الممرضات تحت اشراف الممرضة وايتلي ثم اعقبتها الأنسة مكاي كما ازداد عدد الأسرة الى 150 سرير في سنة 1926. وفي سنة 1939 اضيفت ردهتين جديدتين الى المستشفى وبذلك اصبح عدد الأسرة 170سريرا .. وفي هذه الفترة كانت ادارة المستشفى بأشراف الدكتور عبد الرحمن الباججي ثم تولى الدكتور حسين مبارك ادارة المستشفى بعد ذلك.
لاحقا وبعد بناء مستشفى التويثة  انتقلت المستشفى الى المكان الجديد  قرب جسر ديالى وتم توسيع البناية القديمة التي تحولت الى مستشفى تعليمي كبير يحمل الان اسم  مستشفى الكرامة التعليمي  ... وسنتحدث عن قصة بناء مستشفى التويثة في شذرة قادمة ..


هناك تعليق واحد:

الزواج الاسطوري

  كل فترة تخرج علينا وسائل الاعلام  بالحديث  عن "حفل زواج أسطوري" متناسين ان تاريخنا المجيد  يحدثنا عن عدداً من حفلات الزفاف الأسط...