31/6/1946.. قصة حجية فخرية

منذ حوالي ثلاث وستون عاما لم تعرف الحاجة فخرية غير هذا اليوم تاريخا لولادتها فهو المثبت في سجلات الأحوال المدنية وجواز سفرها الذي أصدرته في بداية الستينات عندما اصطحبها المرحوم الحاج في رحلة شهر العسل إلى تركيا و أوربا ولبنان أيام كان المٌدرس العراقي لا يُعسل إلا خارج العراق ..وتحت رعاية نقابة المعلمين (رحمها الله )..ولم تتذكر يوما أن هناك من اعترض على جوازها القديم..

كانت امنية حياتها ان تذهب لاداء العمرة وزيارة قبر الحبيب المصطفى (ص) بعد ان اصابها اليأس من قرعة الحج .. لذا توكلت على الله وقررت تجديد جوازها القديم .. وكان عليها ان تجدد هويتها القديمة بالهوية الحديثة ام الفسفورة اللماعية ..ولكون حالتها الصحية لم تكن تسمح لها بمراجعة الدوائر فقد كلف ابنها " حمودي " احد المعقبين باستصدار الهوية ام الفسفوره .. ثم رافق الحجيه في رحلتها الى مديرية الجوازات حيث ارتدت افضل مالديها من ثياب " لان عيب .. والعالم تضحك علينه " وهناك وقعت المفاجأة حيث رفض الجهاز الخبيث والحقير والمسمى الكومبيوتر طباعة استمارة الجواز المقروء آليا من النوع G بحجة أن يوم 31/6/1946 لا وجود له لكون شهر حزيران ثلاثون يوما...وهي حقيقة تم إدراكها بعد 60سنة ولم يفطن لها احد ألا هذا الجهاز الحقير ..

-(ارجع للنفوس صلح الغلط وتعال وبيك خير وأتدلل )

احتارت أمينة السجل المدني في دائرة النفوس بالأمر وعرضت الأمر على رئيس الدائرة صاحب الصلاحيات الواسعة الذي فتح المفكرة الموضوعة أمامه ليتأكد من أن شهر حزيران 30 يوم ..وابتسم بوجه حمودي وضحك قائلا..إي والله صحيح ..سويله كتاب خل يروح للصحة يجيب بيان الولادة للحجيه...
-إستاد الله يخليك يا صحة.. يا بيان ولادة..هي لو 30/6 لو 1/7..رحمة لأجدادك سهلي الأمر ..
-شلون تقبلهه ..هذا سجل منو يتحمل مسؤولية تغيير تاريخ ولادة
-إستاد قابل الحجيه وراها عسكريه ..اي موحته مواليدها ساقطة.. كبروها يوم ...صغروها يوم ... حطوا التاريخ الي يعجبكم .. خطية الحجية تريد تروح للعمرة
-اخوية خصم الحجي ..جيب بيان الولادة.. وإذا البيان هم يقره 31/6 ارفع دعوى على امين السجل المدني ..وامشي بمعاملة تصحيح تاريخ الولادة ..
من خلف زجاج نظارته السميك نظر مسؤول سجلات الصحة الى حمودي وهويقدم له كتاب النفوس..
-من كل عقلك ...تريد اطلعلك سجلات قبل ستين سنة...ذوله نصهم ماتوا...والباقين عالسره ...روح ..تعال بعد شهر ..
قبل نهاية الشهر كانت الحجية فخرية محمولة على الأكتاف إلى مقبرة وادي السلام وآخر دعائها أن لعنة الله على الكومبيوتر الذي حرمها من الحصول على جواز السفر وزيارة بيت الله الحرام ..والذي اكتشف ما لن تستطع عقول اغلب موظفي النفوس والصحة والجوازات اكتشافه حتى قيام الساعة وهو أن شهر حزيران 30 يوم..وان يوم 31/6 لا وجود له... وان تصحيح أخطاء موظفي الدولة من مسؤولية المراجع الكريم ..وبحاجة إلى صلاحيات وزارية للإقرار به وتصحيحه ...
و الحمد لله رب العالمين ..