ليعذرني الاخوة والاخوات بسبب عدم نشري اي منشور تبريك او تهنئة فيء العام الجديد .. فجر هذا اليوم كنت في جولتي المعتادة كل بوم سبت في بغداد الحبيبة .. وصلت الى منطقة السنك وكان في نيتي زيارة كنيسة تريزا .. وقررت ان اتناول فطوري الصباحي هناك ... كبة .. عند عربة ابو الكبة ... كانت افطارا شهيا .. كنت انظر الى وجوه البسطاء وهم يفطرون .. ذاهبين الى رزقهم ليعودا بما يسد رمق عوائلهم .. كانت الكبة لذيذة جدا ..ترددت .. هل اتناول واحدة اخرى ام لا ؟؟؟ اخاف السكر يصعد ... شربت شاي ودرت وجهي ورحت .. لحظات .. حدث الانفجار عند عربة ابو الكبة .. كانت الناس تتراكض الا انا .. تربعت وجلست على الارض انظر الى الجثث المتناثرة وانا احاول تذكر وجوه جمعتني معها الصدفة عند عربة ابو الكبة ... اناس لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يجري في هذا البلد .. اناس تريد ان تعيش والسلام .. لم يعلموا ان سيكونون اضاحي العام الجديد على يد البربر وشذاذ الافاق والقادمون من اعماق الكهوف ممن يريدون ان يثبتوا انهم موجودون ولازالوا يقاومون حتى ولو احرقوا الارض ومن عليها وتركوها انقاضا ..
وسط الصراخ ناولني احد الماره يده ..
- الحمد لله على السلامه حجي ..
- اي سلامة ؟؟؟ انا لا اخاف على عمري فلم يعد في العمر ما يستحق ..ولكن ابكي على شباب بعمر الورد .. ضاعت حياتهم .. وترملت نسائهم .. ويتمت اطفالهم .. وثكلت بهم امهاتهم ..ونكب بهم آبائهم ..كل ذنبهم انهم اناس بسطاء ..يحبون الكبة .. كما احبها ..
ساعات وسننساهم .. وسنحتفل بالعام الجديد .. وستملأ الافراح الالعاب النارية سماء بغداد .. وسينتظر الاطفال بابا نؤيل
ولكني لن احتفل .. فالذي رأيته اليوم اصعب من ان ينسى بسهولة وستبقى في ذاكرتني تلك الوجوه الجميلة التي لا اعرف اسمها ولا لونها والتي التقيتها صدفة عند عربانة ابو الكبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق