السبت، 27 مايو 2017

ايدا ستاوت .. وقصة المدرسة الامريكية في بغداد 


ولدت السيدة إيـدا سـتـاوت في الولايات المتحدة الامريكية عام 1875واكملت دراستها في احد المعاهد هناك .. وتزوجت من الدكتور ستاوت التودريس .. تم ايفادها  هي وزوجها  إلى بـغـداد لانشاء  مـؤسـسـة تـربـويـة تـحـت إشـراف الإرسـالـيـات الـمـتّـحـدة لـبـلاد مـا بـيـن الـنّـهـريـن وهي تـجـمّـع لـثـلاث إرسـالـيـات تبشيرية وذلك عام 1924..
كانت الحكومة العراقية في بداية تكوينها و لـم تكن هناك  قـوانـيـن تـنـظّـم نـشـاطـات الـمـدارس الأجـنـبـيـة أو تـقـدّم لـهـا مـسـاعـدات مـاديـة. لذا تمت الاستفادة مـن قـانـون تـركي شُـرّع لـصـالـح الـجـالـيـة الـبـروتـسـتـانـتـيـة يـخـوّلها فـتـح مـدرسـة لـلـبـنـات .. وهـكـذا تم افتتاح مـدرسـة لـلـبـنـات بـصـورة بـسـيـطـة جـدّاً.. وقد مارس الزوجان التدريس  اضافة الى ممارسة الـدّكـتـور سـتـاوت عمله كـرجـل ديـن في نـفـس الـوقـت ..
 تم استخدام  غـرف المنزل المستأجر في عكد النصارى  كـقـاعـات دروس.تم بعدها افتتاح صفوف للبنين  وكـانـت فـتـرات الـدّروس تـمـتـدّ إلى الـظـهـر تـقـريـبـاً. وكـانـت تهتم بشكل خاص بتدريس  الـلـغـة الإنـكـلـيـزيـة اضافة الى باقي المواد وكان الاهتمام شديدا بمادة الادب الانكليزي  وخاصة  أشـعـار تـيـنـسـون ومـسـرحـيـات شـكـسـبـيـر.وحققت المدرسة نجاحا باهرا وتميزت بنـشـاطـاتـهـا الـمـتـعـددة واهـتـمـامـهـا بالعروض المـسـرحـيـة الشكسبيرية  حيث يمتلأ حوش المدرسة والـشّـرفــات بـالـمـتـفـرجـيـن الّـذيـن يـنـتـظـرون بـدايـة الـعـرض. وكـانـت الـمـسـرحـيـات تـمـثـل بـالـعـربـيـة وبـالإنـكـلـيـزيـة. كما كانت تقام حفلات عزف موسيقية  يقيمها  بـعـض الـلاجـئـون الـرّوس والارمن  ..
احتوت المدرسة على مكتبة بسيطة ضمت كتبا مهمة كما تميزت بحفلات  الـتّـخـرّج التي كان يدعى لها مشاهير البلد من الادباء والشعراء ..
بعد اثـنـتي عـشـرة سـنـة من انشائها  لم تكن المدرسة بحاجة الى المساعدات المادية  من اي جهة  .. وبعد 23 عاما من انشاء المدرسة وبالذات عام 1947 تم تغيير ادارة المدرسة .. حيث بعث الـجـمـعـيـة  إلى بـغـداد رجـلاً خـرّب في سـنـة واحـدة مـا تم تشييده  في ثـلاث وعـشـريـن سـنـة. واضطرت الحكومة العراقية الى اغلاقها  في حـزيـران 1950 لـسـوء إدارة مـن أدارهـا بـعـد إيـدا وزوجـهـا.. حاولت بعدها الجمعيه اعادة ارسال الدكتور ستاوت  الى بغداد  لغرض إعـادة فـتـح الـمـدرسـة ولـكـنّ دون جدوى  ..
قامت السيدة ايدا بكتابة ذكـريـاتـهـا عـن الـعـراق حيث انجزتها عام  1951 تحت عنوان الـعـيـش في بـغـداد الـرّومـانـسـيـة .. مـذكّـرات أمـريـكـيـة عـن الـتـدريـس والـسّـفـر في الـعـراق.. والتي عثر عليها بالصدفة في احد صناديق الجمعية و نشرت عام 2006.. وفيها معلومات قيمة وتاريخية عن العراق في تلك الفترة
. توفيت السيدة ايدا ستاوت عام 1951

منقول بتصرف من مدونة الدكتور صباح الناصري 


هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...