السبت، 27 مايو 2017

مدرسة مـدام عـادل

مؤسسة تربوية متكاملة .. روضة اطفال عادل .. ومدرسة عادل الاهلية .. تأسس هذ ا الصرح الكبير  في بداية الثلاثينات من قبل السيدة اللبنانية زهورة عادل والتي كان يطلق عليها مدام عادل .. وزوجها التربوي العراقي  اللامع انيس عادل .. وشقيقتها المربية الفاضله فكتورياعادل .. ويعتبرها البعض اول مؤسسة تربوية خاصة في العراق...
كانت البداية عام 1932 عندما افتتحت السيده زهوره روضة للأطفال في دارها .. حصلت بعدها عام 1933 على موافقة رسمية لافتتاح روضة أهلية ومدرسة ابتدائية ..حيث انتقلت في عام 1935 الى دار مستأجرة من المرحوم ابراهيم الاورفلي مقابل سينما السندباد الحالية ..
في عام 1940 تم شراء  قطعة ارض واسعة في منطقة العلوية  مقابل بارك السعدون وكنيسة السبتيين بنيت عليها  هذه  المدرسة وكانت مكونة من ثلاث بنايات واحدة تحتوي على مكاتب الادارة وصفوف متعددة  وقاعة كبيرة للالعاب مخصصة لصفوف الروضة والتمهيدي اضافة الى المطعم  الذي كان يقدم وجبة الغذاء للطلاب.. وبنايتين أخريين لصفوف المرحلة الابتدائية من الاول الى السادس،وكانت المدرسة تحتوي على حديقة كبيرة تحتوي على مسرح صيفي اضافة الى مشتملات لسكن الحراس والعمال والطباخين .. وكان هناك ايضا قسم داخلي لبعض الطلاب وساحة للرياضة.. وكان للمدرسة 5 باصات خاصة تنقل الطلاب من والى المدرسة .. المستوى الدراسي كان عالياً جدا وكذلك الاجور الدراسية واوكل الى السيدة فكتوريا عادل مسؤولية ادارة مرحلة الروضة والتمهيدي .. اما  مدام عادل فقد كانت  شخصية فريدة .. كانت مربية بشخصية المراة الحديدية ..هذه المرأة الحديدية جعلت من المدرسة الابتدائية جامعة وليست مدرسة بقوانين عسكرية صارمة ومستوى دراسي عالٍ جدا حيث كانت تعامل ابن الوزير كما تعامل  ابن ابسط موظف ... فالكل لهم  نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات ...الدوام يبدأ في تمام الساعة الثامنة صباحا ومن يتأخر عليه العودة  الى البيت فورا فلن يقبل منه اي عذر او تبرير ولن تجدي تشفعات الاهل ،كانت المسطرة التي تحملها مدام عادل من الخشب طولها 50 سم ...و كانت الكتب المنهجية تستورد بالطائرة من خارج العراق وكان كتاب اللغة الانكليزية للصف الاول الابتدائي في تلك المدرسة هو نفس كتاب طلبة الصف الخامس الابتدائي في المدارس الحكومية ..كانت مدام عادل تعاقب الطلاب المتراجعين دراسيا بدروس اضافية للتقوية بعد الدوام وتمنع الاهل من اصطحاب ابنهم المشاكس او الكسول او المقصر الى البيت الا بعد ان تحجزه لثلاث ساعات يؤدي خلالها مختلف انواع الواجبات المدرسية  و الاضافية اجباريا بعد الدوام ..في المدرسة مطعم وكانت المدام عادل  تشرف بنفسها على نوعية وكمية ونظافة الطعام الذي يقدم في مطعم المدرسة لجميع الطلاب..في تلك المدرسة كانت الدروس اللامنهجية مثل الرياضة والفن والموسيقى تحظى بنفس الاهتمام  لدى الادارة والمعلمين وكانت هناك حفلة سنوية للطلاب تقام على حدائق المدرسة ومسرحها الصيفي يقدم من خلاله الطلاب فعالياتهم ومواهبهم الفنية والشعرية والمسرحية والموسيقية امام الاهالي والشخصيات البارزة التي كانت تحضر ذلك الحفل السنوي بصورة دورية ..
..رغم صرامتها ودكتاتوريتها كانت مدام عادل مربية عادلة حيث كانت
تعامل ابنتها التي تعمل ادارية بالمدرسة بنفس الصرامة التي تعامل بها باقي  الموظفين ….من هذه المدرسة تخرج  خيرة الاطباء والمهندسين والعلماء والنوابغ الذين ساهموا ببناء هذا البلد .. ومثلما بدأنا قصة مدرسة عادل الاهلية ننهيها .. فقد كانت هذه المدرسة حالها حال مدارس الراهبات وثانوية كلية بغداد للاباء اليسوعيين وجامعة الحكمة والتي تحدثنا عنها في شذرات سابقة  وغيرها من الصروح ضحية للتخلف  والاهواء والامزجة الشخصية والقرارات الغير مدروسة فبعد عام 1968 قررت الحكومة الغاء التعليم الخاص وتأميم كافة المدارس الخاصة ..وصودرت هذه المؤسسة التعليمية بكل ممتلكاتها ومبانيها .. لتصبح مدرسة حكومية .. اسمتها الدولة مدرسة  العهد الجديد ..

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...