الاثنين، 22 مايو 2017

قصة تمثال السعدون

عبد المحسن السعدون  رئيس الوزراء العراقي وواحد من اشهر السياسين العراقيين ...شغل عدة مناصب وزارية ورأس عدة وزارات في بدايات تأسيس الدولة العراقية الحديثة في العشرينيات من القرن الماضي .. وقد انتحرعام 1929  باطلاق النار على نفسه  بعد مشاحنات واتهامات سياسية  في مجلس النواب وقد تحدثنا عن الموضوع  بشكل مفصل  في شذرة سابقة ..
بعد انتحاره إقترح بعض النواب نصب تمثال له تقديراً لتضحيته إلا أن الإقتراح واجه مماطلة وتسويف من قبل بعض النواب..كما نظم الشاعر الملا عبود الكرخي قصيدة بعنوان (النواب وتمثال السعدون) عام 1929 حث فيها المخلصين على تحقيق المقترح والإسراع بإقامة التمثال ...كانت حجة المعترضين  انه لا يجوز نصب تمثال تكريمي في بغداد قبل تمثال الملك فيصل الاول مؤسس دولة العراق الحديث  .. لذا وبعد ضغوط شعبية وسياسية  تم الاتفاق مع الفنان النحات الايطالي (بياترو كانونيكا) على انجاز النصبين .. وتم انجازهما عام 1933 وتم نصب تمثال الملك فيصل الاول في منطقة الصالحية في الساحة التي تحمل اسمه  والتي تغير اسمها الى ساحة جمال عبد الناصر قبل ان تعود الى اسمها القديم ..
اما تمثال السعدون فقد تم نصبه اولا جوار ثانوية العقيدة بداية (جسر الملكة عالية)  وذلك عام 1933 وبقي في هذا المكان لحوالي عشرين عاما ..وعند التخطيط لإقامة جسر الملكة عالية" الجمهورية الحالي "  عام 1954  ولتعارضه مع موقع مشروع الجسر  تم نقل التمثال  في بداية مدخل شارع السعدون قرب (جامع الأورفلي) ليطل على ساحة الملكة عاليه "التحرير الحاليه ".
 المرحلة الثالثة كانت عند  شق وحفر نفق ساحة التحرير عام 1972 حيث تعارض النصب ايضا مع مشروع النفق ومقترباته .. لذا تم نقله مرة ثالثه الى موقعه الحالي في (ساحة النصر)..
التمثال مصنوع من البرونز ينتصب على قاعدة رخامية يمثل شخصية عبدالمحسن السعدون في وضع الوقوف مرتدياً زيا أوروبيا ويعتمر السدارة التي تمثل الرمز الوطني للعراقيين مطلع العشرينيات وحفرت على جدارية التمثال البرونزية ايضا صورة مجلس النواب والسعدون يلقي كلمة من على منصة الخطابة وأعضاء المجلس يستمعون له وقد حفر النحات الايطالي إسمه بالحروف اللاتينية أسفل الجدارية ..
التمثال الاصلي سرق من مكانه في ساحة النصر  بعد عام 2003 من قبل عصابات الجريمة المنظمة  .. ولكن بعض المحبين والمريدين والمخلصين  قاموا بصناعة تمثال مشابه للمسروق  من مادة الفايبر كلاس وتم ضعه في المكان ذاته..بعدها قامت وزارة الثقافة باستبدال التمثال بآخر جديد مصنوع من مادة النحاس وبأشراف  الفنان النحات طه وهيب ليعود علامة مميزة من معالم بغداد الحبيبة


هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...