الابنة الصغرى المدللة للملك فؤاد واخت الملك فاروق ولدت الاميرة فتحية في القاهرة في 17 ديسمبر 1930... في السادسة عشر من عمرها
في أواخر يونيو من العام 1946وبعد طلاق الاميرة فوزية من شاه ايران.. ووفاة زوج الملكة نازلي ورئيس الديوان الملكي احمد حسين في حادث سيارة اضافة الى مرض الكلى الذي كانت تعاني منه قررت الملكة السفر إلى أوربا واصطحبت معها ابنتيها الأميرة فائقه والأميرة فتحية وذلك على متن باخرة ملكية أبحرت باتجاه مارسيليا حيث انتدبت قنصلية مصر في مارسيليا احد موظفيها واسمه رياض غالي، لمرافقة الملكة والأميرات خلال اقامتهن في مرسيليا و تسهيل سفرهن إلى سويسرا ... كان رياض لبقا واستطاع كسب ود الملكة والاميرات وخاصة الملكة التي طلبت ان يرافقهم الى سويسرا ..فوافق على الفور خلافا للتعليمات التي كانت تقتضي عودته الى مرسيليا ..اصدر الحكومة قرارا بطرد غالي من العمل مما دعى الملكة الى ارسال رسالة تحدي الى الملك قائلة «إنني أرغب في أن يكون رياض ضمن حاشيتي، فرياض لن يموت من الجوع، وسأدفع له أضعاف مرتبه ..»...
انتقلت الملكة نازلي والاميرات الى امريكا واصبح غالي يتولى رعايتهن .. كانت الأميرة فتحية شابة في الـسادسة عشر من عمرها، ، و بعيدة عن الرقابة و أمام شاب رأت فيه فارسا لاحلامها الغرامية .وقد عرف كيف يتلاعب بعواطفها ،وبدأ يسهر معها في النوادي الليلية بموافقة والدتها الملكة «نازلي» ..
بدأت التقارير تصل الى مصر حول تصرفات الملكة التي خسرت مدخراتها ومجوهراتها البالغة 3 مليون دولار في عملية نصب .. وكذلك وصلت تقارير حول علاقة فتحية برياض مما دعا فاروق الى ارسال رسالة إلى أمه يطلب منها العودة مع شقيقاته الاميرات إلى مصر.. لكنها رفضت بشكل قاطع قائلة «لو أردت أن اختار بين أمومتك وبين صداقتي لرياض غالي لاخترت رياض، لأنك أثبتَّ لي في كل مناسبة أنك ولد عاق، أما رياض فقد أثبت لي أنه ولد مخلص....فأجابها فاروق «إنني أخاطبك اليوم بلغة الابن لا بلغة الملك.. إنني رجلك الوحيد الذي شعر بمدى الخطأ الذي ارتكبتِه في حق نفسك وفي حق عرشك ووطنك ودينك، لقد أصبتِني بجرح لن يُضمِّده أحد سواك.. لقد كسرني تصرفك وأشعَرني بالعجز عن رفع عيني في وجه خادم في حاشيتي.. لا شيء أصعب من ضربة أخلاقية توجهها أم لابنها.. إنها ضربة قاضية تُجهز عليه..»، لكن نازلي لم تعبأ بهذ الرسالة وأصرت على موقفها. كما تدخل رئيس الوزراء مصطفى النحاس لاقناع نازلي بالعدول عن زواج «فتحية» فاجابته ... أن موضوع زواج ابنتي ليس من اختصاص رئيس الوزراء..
وبعد انتشار الخبر الى الاعلام تناوله السياسيون الذي تناوله طبقا لمواقفهم المسبقة فمن يكرهون الملك استخدموا القصة ضده ومن يحبونه زادوا من أسنتهم ضد الملكة الام وبعضهم تناول الأمر من زاوية طائفية على اعتبار أن الزوج مسيحي والزوجة مسلمة ...
في مساء 25 مايس1950، شهدت قاعات «فندق فيرمونت» حفل الزفاف وسط حضور كبير من شخصيات كبيرة من داخل وخارج الولايات المتحدة الامريكية غادر بعدها العروسان لقضاء شهر العسل في جزر هاواي.
بعد نشر اخبار الزواج على صفحات الجرائد وقعت حوادث متفرقة في مناطق مختلفة من مصر وتعرض رجال الدين المسيحيين الى بعض الهجمات، وتم حرق عدد من الكنائس في صعيد مصرمما دعا الحكومة الى إعلان حالة الطوارئ.فيما دعى الملك فاروق إلى عقد مجلس البلاط الملكي في 12 مايس 1951، ليطلب من أعضاء المجلس تجريد الملكة والاميرة فتحية من امتيازاتهن .. صُدمت نازلي وفتحية بقرار حرمانهما من المخصصات وألالقاب الأميرية، وقامتا ببيع ما بحوزتهما من مجوهرات لتنفقا على نفسيهما وعلى الزوج العاطل رياض، الذي حصل منهما في عام 1956 على توكيل عام من نازلي وفتحية للتصرف في كل ما يتعلق بشئونهما المالية، وبدأ المضاربة في البورصات الأمريكية، واصبح يشرب كل ليلة، ووصل الأمر به الى الادمان على الهيروين، وبدأ يرهن ممتلكات الملكة والأميرة ويقترض بضمانها الآلاف من الدولارات لإنقاذ استثماراته الخاسرة ولسد نفقات الحياة الأرستقراطية .. فخسر كل شئ وانقلب إلى رجل شرس، وطرد الملكة نازلي والأميرتين وأبناءه الـ3 من بيتهم المرهون في بيفرلى هيلز وأقام به وحده عاجزا حتى عن استئجار خادم يعد له طعامه، وانتقلت الملكة والأميرتان والأولاد للإقامة بمنزل الأسرة في جزيرة هاواي وكان مرهونا هو الآخر. ثم تنقلن بين بيوت المحسنين الذين حاولوا مساعدتهن، ولجأت نازلي إلى أسرة يهودية مصرية معروفة هاجرت إلى الولايات المتحدة بعد الثورة، واستضافتها لمدة عام.
في شباط 1965 وبعد اعتداء غالي على الاميرة فتحية بالصفعات حسمت امرها . وتقدمت إلى المحكمة لتطلب الانفصال عنه كونه يقسو عليها بدنيا وعقليا وطلبت تقرير نفقة شهرية لها ولأولادها قدرها 2140 دولارا، وبالفعل تطلقا بعد 20 سنة زواج.
حاولت فتحية بعد ذلك أن تدبر مأوى يضم أسرتها المشردة في بيوت المحسنين وكانت تعمل في منازل أصدقائها كما عملت في تنظيف بعض المحلات التجارية في المساء.وبعد عام من العمل الشاق استطاعت أن تستأجر شقة متواضعة في حي شعبي بمدينة لوس انجلوس انتقلت للإقامة بها هي وأبناؤها وشقيقتها وأمها، ثم تحسنت الأوضاع نوعا ما بعد ان ساعدتهم الأميرة أشرف بهلوى شقيقة شاه إيران الأسبق رضا بهلوي ومدت لهم يد العون
بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر اتخذت فتحية قرارا بالعودة الى مصر ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان اذا قام رياض غالي في الساعة التاسعة من صباح 9 ديسمبر 1976 بقتل الاميرة فتحية لرفضها تسليمه المال لغرض شراء المخدرات وذلك باطلاق خمس رصاصات عليها ثم حاول الانتحار باطلاق السادسة على رأسه .. ولكن تم إنقاذه باعجوبه ونتيجة إطلاقه النار علي رأسه عاش مشلولا بقية عمره ..وتمت احالته الى القضاء وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عام .. وأصيب بالعمى في السجن. ومات سنه 1987 عن عمر يناهز 68 سنه .
اما الملكة نازلي فقد عاشت لسنتين بعد مقتل ابنتها و توفيت في 29 مايو 1978
5/4/2018
ردحذف