الاثنين، 22 مايو 2017

القنطرة البيضاء


(القنطرة البيضاء) أو (قنطرة الإمام علي) أو (القنطرة البيضة)  بالمصطلح الدارج عند اهالي كربلاء  معلم من المعالم التأريخية في مدينة كربلاء المقدسة  ..تقع هذه القنطرة على نهر الحسينية في ناحية الحسينية شرق كربلاء، وهو النهر الوحيد الذي يتفرع من نهر الفرات من يمين سدة الهندية في محافظة بابل حيث يغذي مدينة كربلاء وبساتينها  وهذا النهر شق بأمر السلطان العثماني سليمان القانوني أثناء زيارته إلى مدينة كربلاء عام 1550ميلادية بعد  مناشدة من أهالي كربلاء التي كانت تأخذ مياهها من الابارالجوفيه  وبتدخل من سادن الروضة الحسينية في وقتها عبد المؤمن الدده.
بعد صدور الارادة السلطانية بشق النهر من الفرات الى كربلاء جرت محاولات احياء  شاطئ  الفرات أو العلقمي وهو النهر الذي حدثت قربه معركة الطف عام 61 هـ بين الإمام الحسين وجيش يزيد بن معاوية فوجدوه بعيدا لذا  اتجهت الجهود  إلى حفر نهر جديد اخر يتجه بنفس الاتجاه ، فاستعان السلطان بالخبراء و الفنيين وتم الحفر بالطريقة اليدوية المعروفة بـ (الحشر)، وقد سمي النهر بالسليماني نسبة إلى السلطان سليمان ثم تم تغييره لاحقا الى نهر الحسينية
وبعد إكمال حفر نهر الحسينية، قام السلطان  بتكليف والي بغداد العثماني الجديد حسن باشا ببناء القناطر فوق النهر، وكان الاهتمام منصبا أولا على مكان القنطرة البيضاء  الحالي لوجود اثر مقدس بجانبها هو مقام صلاة و مكان استراحة الإمام علي (ع) عند مروره بكربلاء عام 37هـ أثناء توجهه إلى معركة صفين عن طريق كربلاء ثم عين التمر فالانبار الى الشام.حيث وقف عليه السلام متأملا كربلاء  قائلا قولته الشهيره " هاهنا محط ركابهم وهاهنا مهراق دمائهم .... ثقل لآل محمد ينزلون ههنا ." لذا تم بناء هذه القنطرة  ببوابة واحدة اربع منائر زرقاء صغيرة حول القنطرة  في هذا المقام الشهير واصبحت تمثل  بوابة كربلاء المائية   حيث كانت السفن المحملة بالبضائع والمواد الغذائية تمر من تحتها بعد دفع أجرة المرور لتصل بعدها إلى قنطرة أخرى قرب باب بغداد تسمى (أم حديبة)، وفتحة هذه القنطرة صغيرة لا تسمح للسفن بالدخول من تحتها أشبه حيث كانت الاخيرة اشبه بالميناء حيث تنقل البضائع منها إلى المدينة. ..
شهدت القنطرة البيضاء على مدى أكثر من 450 عاما أحداثا تاريخية مازال يذكرها المؤرخون...منها تدمير جزء كبير من االقنطرة من قبل الوهابيين اثر غزوهم لكربلاء .. حيث تم بعدها اعادة بناء القنطرة من قبل والي بغداد المملوكي سليمان باشا عام 1803 ..
وكان اهم الاحداث هو  واقعة الميراخور أو كما تعرف محليا واقعة المناخور حيث جاء في كتاب مدينة الحسين لمحمد حسن الكليدار ان الواقعة دارت بين العثمانيين وأهالي كربلاءعام 1824 حيث أعلنت كربلاء العصيان وأصبحت تحكم نفسها بنفسها بعد قتل المتولي فتح الله خان وبعده علي أفندي، وبعد محاصرة طويلة للمدينة اضطر الوالي العثماني داود باشا لقيادة الجيش العثماني لاحتلال المدينة ونتيجة لطول مدة المعركة والحصار تهدم جزء كبير من القنطرة ...مما اضطر القائمين بعدها   الى الاستعانه بالمعمار الشهير محمد علي بن اسطة قاسم البناء الاسدي حيث قام عام  1850باعادة  الجزء المتهدم من القنطرة  ..
اخر عمليات الترميم كانت قبل فترة بسيطة  حيت قامت الهيئة العامة للاثار والتراث   بأعمال الصيانة للقنطرة التي تساقطت أجزاء كبيرة منها بسبب تقادم الزمن والرطوبة من نهر الحسينية واستطاعت من إعادة بناء أسس الجدران الساندة وعلى نفس القياسات القديمة وبنفس مواد البناء القديمة (الطابوق الفرشي باستخدام عمال بناء مختصين بالمباني التراثية لتعود القنطرة البيضاء  بمنائرها معلما من معالم هذه المدينة المقدسة .




هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...