بعد صدور الارادة السلطانية بشق النهر من الفرات الى كربلاء جرت محاولات احياء شاطئ الفرات أو العلقمي وهو النهر الذي حدثت قربه معركة الطف عام 61 هـ بين الإمام الحسين وجيش يزيد بن معاوية فوجدوه بعيدا لذا اتجهت الجهود إلى حفر نهر جديد اخر يتجه بنفس الاتجاه ، فاستعان السلطان بالخبراء و الفنيين وتم الحفر بالطريقة اليدوية المعروفة بـ (الحشر)، وقد سمي النهر بالسليماني نسبة إلى السلطان سليمان ثم تم تغييره لاحقا الى نهر الحسينية
شهدت القنطرة البيضاء على مدى أكثر من 450 عاما أحداثا تاريخية مازال يذكرها المؤرخون...منها تدمير جزء كبير من االقنطرة من قبل الوهابيين اثر غزوهم لكربلاء .. حيث تم بعدها اعادة بناء القنطرة من قبل والي بغداد المملوكي سليمان باشا عام 1803 ..
وكان اهم الاحداث هو واقعة الميراخور أو كما تعرف محليا واقعة المناخور حيث جاء في كتاب مدينة الحسين لمحمد حسن الكليدار ان الواقعة دارت بين العثمانيين وأهالي كربلاءعام 1824 حيث أعلنت كربلاء العصيان وأصبحت تحكم نفسها بنفسها بعد قتل المتولي فتح الله خان وبعده علي أفندي، وبعد محاصرة طويلة للمدينة اضطر الوالي العثماني داود باشا لقيادة الجيش العثماني لاحتلال المدينة ونتيجة لطول مدة المعركة والحصار تهدم جزء كبير من القنطرة ...مما اضطر القائمين بعدها الى الاستعانه بالمعمار الشهير محمد علي بن اسطة قاسم البناء الاسدي حيث قام عام 1850باعادة الجزء المتهدم من القنطرة ..اخر عمليات الترميم كانت قبل فترة بسيطة حيت قامت الهيئة العامة للاثار والتراث بأعمال الصيانة للقنطرة التي تساقطت أجزاء كبيرة منها بسبب تقادم الزمن والرطوبة من نهر الحسينية واستطاعت من إعادة بناء أسس الجدران الساندة وعلى نفس القياسات القديمة وبنفس مواد البناء القديمة (الطابوق الفرشي باستخدام عمال بناء مختصين بالمباني التراثية لتعود القنطرة البيضاء بمنائرها معلما من معالم هذه المدينة المقدسة .

8/4/2018
ردحذف