الجمعة، 18 نوفمبر 2016

المقهى البرازيلية

نتيجة بحث الصور عن المقهى البرازيلية في بغدادفي منتصف الاربعينيات ظهرت  مجموعة مقاهي تختلف عن باقي المقاهي التقليدية وكانت على نوعين  شتوية وصيفية، الشتوية كانت تقع في شارع الرشيد وبقيت مستمرة الى سنين متأخرة ..وهي اكثر شهرة من  الصيفية التي كانت تقع اغلبها في شارع السعدون مقابل سينما السندباد..في هذه الفتره ظهرت المقهى البرازيلية  هي ومجموعة من المقاهي التي اتخذت الطابع الغربي  مثل المقهى السويسرية والكيت كات .. ومن خلال واجهتها الزجاجية كان الجالس يتمتع بحركة الناس في شارع الرشيد الذي كان يمثل قلب بغداد النابض..لذا اصبحت مصدر الهام للفنانيين والادباء والشعراء في تلك الفترة ...
تقع المقهى  في شارع الرشيد قرب السيد سلطان علي مجاور سينما البرودواي  و سميت بهذا الاسم نسبة الى نوع القهوة التي اشتهرت بتقديمها..  واصبحت واحة بغدادية جميلة وكانت  المقهى الوحيدة التي  كانت تستقبل الجنسين في فترة ما ..
الاسلوب الذي كان متعارف عليه في المقهى  والزي الموحد الذي ميز  نوادله والعاملين فيه  كان مخالف للمألوف والمتعارف عليه في المقاهي البغدادية.... تقديم الشاي في اكواب و ماكنة القهوة التي تحمصها ثم تطحنها وتقدمها عطرة في الفناجين وكذلك فاترينات العرض للجبنة البلغارية والماكنة التي تقدم انواع المثلجات والدوندرمة بالشكولاته، والدوندرمة بالفواكه.. فضلا عن شراب الشاي والعصير والشاي بالحليب.. والنسكافيه.. اعطى لهذه المقهى تميزا واضحا ..كما ارتبطت بهذا المقهى الجميل ذكريات للعديد من الادباء والشعراء والاسماء المبدعة واللامعة بدر شاكر السياب وعالم التاريخ الكبير الدكتور جواد علي والذي من فرط حبه للمقهى وعشقه للمكان اختار السكن في نفس البناية التي تحتوي المقهى،  والروائي الكبير المرحوم فؤاد التكرلي و حسين مردان وصفاء الحيدري و جبرا ابراهيم جبرا و عبد الملك نوري، والشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي والروائي الكبير غائب طعمة فرحان والطبيب المشهور اكرم الوتري، والفنان الرائد فائق حسن والدكتور اكرم فاضل واكرم علي وعبد الجبار الجواد والكاتب والفيلسوف المثير للجدل مدني صالح....
والى جانب احتضانها الكثير من الاسماء المبدعة في الثقافة العراقية فقد اتخذه بعض الوجوه السياسية ملتقى لهم لاسيما نوري السعيد و عبد الكريم قاسم..
ونظرا  للجو الذي  لاتقلقه اصوات "الدومينو" و "الطاولي" فقد كان مكانا مناسبا ومريحا لطلبة  البكالوريا والجامعات حتى حقبة السبعينيات...
كانت المقهى على اتساق هندسي بديع التنظيم، وديكورات وعارضات مثلجات مدهشة اضافة الى الكراسي القصبية الواسعة ...عمل في المقهى نوادل متعددون ومعرفون لدى زبائن المقهى ، كان من بينهم اللبناني "سيد عمر" وزوجته الهادئة وعبد النبي، ومحمد، وطريفي، والياس، والاخيران قد لازما المقهى حتى ايامه الاخيرة ...
دب الوهن في هذه المقهى في منتصف الثمانينيات في فترة الحرب العراقية الايرانية بعد ان ظهرت مقاه المصريين في منطقة المربعة، طغت على فاعلية المقهى واضعفت دوره ومكانته.. واخيرا قضت عليه امانة بغداد عام 1995 عندما اقتطعت مساحة من واجهته واستغلته مجمع تجاري لبيع العدد اليدوية ومطافئ الحريق ...

عن عدة مصادر .. بتصرف


هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...