السبت، 26 نوفمبر 2016

الكيت كات

يعتبر  مقهى الكيت كات  واحدا من اهم المقاهي الاوربية  الغير تقليديه التي ظهرت في بغداد في اربعينيات القرن الماضي...هو والمقهى البرازيلية والسويسرية ..  صممت مقهى الكيت كات  وفق  الطراز الإنكليزي الرفيع و كان موقعها امام ساحة التحرير الى جانب مكتبات النهضة ومكتبة التحرير و العالمية العريقة وقريبا جدا من حلويات الحاج جواد الشكرجي ومدرسة الراهبات " العقيدة"..وتتميز باطلالة خلاّبة على الساحة نفسها لما تموج بها من حركة لاتهدأ في وسط شريان بغداد ومركزها الضاج بالحركة ليل نهار ، وكان اغلب  مرتاديها من المثقفين ذوي النزعة الاوربية ورجال الصحافة التنويرية والسياسيين الليبراليين الميّالين للفكر والتيارات الغربية التي كان يعجّ به الشارع العراقي وقتذاك .. والذين نأوا بانفسهم عن المقاهي الاعتيادية  التي بدأت بالدخول في متاهات الافكار السياسية المختلفة من قومية او ماركسية او دينية .. اضافة الى تميزها بديكوراتها الجميلة ..
كان  اغلب رواد الكيت كات  الشباب من كلا الجنسين وقد خصص صاحب المحل الطابق الأعلى للعوائل، اما الطابق الأرضي فهو للشباب والذي كان ينقلب الى مزار وخصوصا أيام الأعياد ... مقهى الكيت كات كان من اوائل من ادخلوا الدوندرمة المطروقة , ومن اوائل من استخدموا الثعلبية في صنع الدوندرمة واشتهر بالدوندرمة بالفستق الحلبي ..كما كانت تقدّم لزبائنها الحلويات الغربيه وكؤوس العصائر والمرطبات  والمياه الغازية والصودا ومن النادر جدا ان ترى الشاي وأقداحه المتعارف عليها على مائدة روّادها.. فقد استبدلت اباريق الشاي والسماورات الشرقية بماكينات صنع المرطبات وآلات تحضير القهوة و الكاباتشينو والنسكافيه.. في هذا المقهى لا يمكن ان تسمع صوت الدومينو والطاولة  وكان الصوت الوحيد الذي يمكن سماعه في المقهى هو صوت  فيروز وموشّحاتها الذي كان يصدح في اركان الكيت كات..
بدأت المنافسة الحقيقية للكيت كات  بعد افتتاح كافتريا ومقهى اكسبريس فلسطين القريب منه  والذي انفرد بالساحة بعد حين ..  بعد اغلاق الكيت كات ..
مكانها الحالي اصبح محلات لبيع الأجهزة والمستلزمات الطبية للعاجزين عن الحركة مثل كراسي المقْعدين والعكازات ومايتعلّق بها اضافة الى الباعة المتجولين الذين يفترشون الارض ويعرضون بضائعهم قرب عتَبة الكيت كات ورصيفها الذي كان يوما قبلة الشباب العراقي ... 

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...