يقع مسجد براثا
في منطقة الكرخ بببغداد، مقابل المنطقة المعروفة بـ (العُطَيفيّة)، على بعد (5)كم
من مرقد الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد (عليهما السلام)، ويعرف قديماً بـ جامع
المنطقة ويعرف أيضا بـ مشهد العتيقة... ومشهد علي ..جامع براثا من الامكنة المقدسة
والمقابر القديمة والمساجد المشهورة يقصده المسلمون على اختلاف مشاربهم وهو اقدم
معالم بغداد الاسلامية القديمة وتاريخه قبل تاسيس مدينة بغداد بقرن وثمانية
اعوام حيث أسس هذا المسجد في سنة (37هـ ــ
654م)عندما مر الامام علي بن أبي طالب
عليه السلام بمنطقة براثا عند عودته من قتال (الخوارج) بالنهروان وصلّى هناك ، وقد
جرت على المسجد الكثير من عمليات التعمير والتجديد وعلى فترات زمنية مختلفة
وذلك لتوسعته وإعادة بنائه من
جديد...تبلغ مساحة براثا الجامع والمدفن والحديقة في السابق أضعاف ما هو عليه
الآن، أما مساحته الحالية فتصل إلى حوالي(4000) متر مربع
يحتوي الجامع
قطعة من حجارة قديمة تحمل نقوشا بارزة
ومحفورة تعود الى ماقبل الاسلام تؤكد قدمية المعبد وقد نقشت في جانبي النقش
بالخط البارز اسماء الرسول الاعظم محمد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والائمة
المعصومين عليهم السلام .. وهذا الصخرة النفيسة من الذخائر النفائس والشواهد
المباركة المهمة..حيث اخرجها الامام علي
في حينها من تحت الارض ووضعها الى القبلة ومما يؤكد قدمها وجود صليب اعلى
الصخرة... اما الصخرة المنطقة فتوجد في
وسط الصحن الشريف وكانت على فوهة البئر
الذي حفر بامر امير المؤمنين عليه السلام والذي طمرته السلطات السابقة
واعيد حفره لاحقا وهو لايزال موجودا علما
ان الصخرة السوداء تم تحليل مكوناتها وتبين انها ليست من مكونات الارض الموجودة في الجامع وهي صخرة سوداء صماء فيها نقرة والناس يعتقدون بهذه
الصخرة منذ القديم .. حيث يقومون بصب
الماء في النقرة ويسقاه الطفل الذي يتأخر في النطق لكي ينطق وتحل عقدة لسانه وتخاطب ام الطفل
طفلها ليقول يامنطقة نطقتيني وتكررها عدة مرات ..
ومن معالم
الجامع الشهيرة البئر الذي حفره الامام علي والذي مازال قائما لحد الان وتتميز مياهه بنقاوتها ووردت في عدة
روايات ان امير المؤمنين عليه السلام امر الراهب الذي كان في الدير ان يبني مسجدا
مكان الدير ويسميه باسم بانيه وهو براثا ...كما ورد ان تفسير التسمية هو ارض العجائب وفي رأي آخر ان براثا تعني التربة الرخوة الخمراء
تعرض المسجد
لعدة مرات للهدم وتسويته مع الارض في العهدين العباسي والعثماني واعيد بنائه على ايدي المؤمنين.. وفي السنوات الاخيرة
تعرض لاكثر من خمس تفجيرات اانتحارية وراح
ضحيتها المئات ..
يضم المسجد مكتبة براثا العامة التي تاسست في
الستينيات من القرن الماضي وقد اغلقتها السلطات انذاك و صادرت موجوداتها .. و قد اعيد افتتاحها مؤخرا وتضم الان اكثر من
21 الف كتاب في شتى المجالات وتضم ايضا ملتقى براثا الفكري الاسبوعي..
يضم المسجد في
مقبرته رفات العديد من المشاهير من اهمهم عالم الاجتماع الشهير الدكتور علي
الوردي ..
و مما يدل على
اهمية هذا المسجد المبارك في حياة المسلمين ان الوصية الاخيرة للشيخ
الدكتور احمد الوائلي كانت بان يتم تشييع جثمانه من هذا المسجد الشريف ..
4/6/2018
ردحذف