السبت، 26 نوفمبر 2016

اورزدي باك

الاورزدي سلسلة من المحلات ظهرت لاول مرة اوائل الثلاثينات من القرن العشرين و كانت  شبيهة بما يعرف اليوم بـ(المول التجاري).. وكانت تلك الأسواق الشهيرة مقراً رئيسا للتبضع ليس من قبل أهالي بغداد فحسب، بل من جميع التجار في المحافظات، فكانت تمثل شورجة عصرها يقصدها الناس من مختلف المناطق والمدن للتبضع ..هنا يباع كل شي الملابس , الاقمشة , لعب الاطفال , المواد الغذائية ,المواد الكهربائية , الادوات الاحتياطية , الاكسسوارات , العطور , لوازم الاطفال , لوازم نسائية. و كل ما يخطر على البال. بالاضافة الى صالون نسائي متكامل  ( كوافيره وخبيرة تجميل اجنبية ).. وكان الاستيراد يتم من  مناشئ اوربية غربية ويابانية...
بني اورزدي باك على  ارض وقف قره علي و التي كانت عباره عن قهوه و مسافرخانه (فندق) و مربط للخيل و هي ارض واسعة المساحه حدودها من الامام شارع الرشيد ومن الخلف نهر دجله و من الجانب الايمن ( وانت تواجه البناية) ملك بيت الباججي و من الجهه اليسرى مدرسة و تكية قره علي وجامع علي جلبي (جامع سيد سلطان علي) ودور بيت قره علي... هذا الموقع المتميزفي قلب بغداد و على اكبر شارع فيها و بمساحتها الشاسعه اجتذبت انظار شركة تجارية اصحابها اليهودي الفرنسي اوروزدي باك وعمر افندي الأرنئوط الالباني الاصل وقررت الشركة بدء المشروع التجاري في بغداد... وقبل التنفيذ باعت  شركة عمر افندي اسهمها في الشركة المشتركة الى شركة اورزدي باك  و الذي اتخذ الخطوات الجديه في التعاقد مع متولي وقف قره علي  المدعومحمد رشيد جلبي بواسطة ممثل الشركه في بغداد  المحامي اليهودي  المعروف شاؤل و تم الاتفاق على  تآجير الارض اجاره طويله لبناء وانشاء  اورزدي باك تصبح بعدها كل المنشأت على الارض ملك الى بيت قره علي بالاضافه الى ايجار سنوي مقدر بالذهب وفق احكام الشريعة الاسلامية  ....و قام اورزدي باك ببناء  اسواقه وفق احدث التصاميم العالمية وشمل ذلك المعرض والمخازن و المصاعد الكهربائية  والمطاعم والكافتريا التي كانت في الطابق الثاني  على نهر دجلة  ..و اصبح الاورزدي باك من اهم  معالم بغداد الجميلة..وذاع صيتها في بغداد وبقية المحافظات واصبح له الالاف من  الوكلاء في بغداد والمحافظات
 . في بدايةالستينات من القرن الماضي  حدث حريق هائل في الجزء الخلفي من  مخازن اورزدي باك و قطع شارع الرشيد من قبل المطافئ الحريق وتم استدعاء الشرطه النهريه و مدت الخراطيم من النهر مباشرة .. وبعد اخماد الحريق تم بيع جميع ما في الاورزدي من بضائع معروضة ومخزونه واغلبها كان قد اصابها البلل  على قارعة الطريق .. باسعار رمزية .. حيث  تهافت الناس على شرائها ...
سنة 1972 وفي واحدة من اسوأ القرارات الاقتصادية تم تأميم شركة اورزدي باك ارضا و بناءا من قبل الحكومه العراقية  و ببدل زهيد و بدون مزايده علنيه.. و تم تحويله من ارقى مجمع تسويقي يضم من الفروع العشرات.. ومن الوكلاء الالاف .. الى شركة للمخازن العراقيه ثم تم تغيير اسمها الى المنشاة العامة للاسواق المركزية .. ثم اقتصر الدخول اليها  لحملة الدفاتر من موظفي الدولة..واصبحت ملاذا للدلالات وتجار السوق السوداء  والذين يتعاملون بمواد الحصة التموينية...
ورغم ذلك ..ولحد الان مازال البغداديون يسمون البناء القائم في شارع الرشيد ب .. الاورزدي...ويتحسرون على ايامه ...

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...