تقع محلة عگد النصارى في وسط بغداد الرصافة... وكانت محلة واجدة متصله فيما بينها حتى اخترقها شارع الرشيد ...
اشتهر عكد النصارى بوجود العوائل المسيحيه وكان مغلقا للمسيحيين الا ما ندر.. .. وفيه ايضا كنيستان ...ام الاحزان1843م للسريان وكنيسة الاقباط الارثدوكس 1866م..
ويذكر المؤرخون ان وجهاء بغداد من الارمن طالبوا البطريارك مار يوسف السادس ببناء
كنسية لهم اسوة بالسريان واللاتين فكان لهم ذلك وبنيت في عام 1876 وسميت بكنيسة الارمن و قد هدمت و انشيء محلها اسواق
تجارية تعرف اليوم بسوق الأرمن .. تتألف
المحلة من عدد من البيوت التي تقع على
الزقاق الرئيسي والذي يسمى (عگد النصارى) والازقة الفرعيه الصغيره الاخرى والتي
تحولت الى محلات لبيع التجهيزات الكهربائيه ومستلزماتها وتحولت بيوتاتها الى مخازن
ومحلات امتلاْت بها المعدات والتجهيزات بعد ان كانت تعج بالعوائل المسيحيه التي
ارفدت الحياة البغداديه بالكثير من الادباء والعلماء والسياسين وكان لها دور كبير
وواضح في الحياة العامة..خصوصا في النصف الاول للقرن العشرين حيث كانت هذه المحله تزخر بالحياة والفن والفرق
والموسيقيين وارباب الصناعه كان فية استوديو خاص لشركة جقماقجي للاسطوانات ....
كان فيه دير شهير هو دير الراهبات الفرنسيات
والذي لجأت اليه سارة خاتون قبل هروبها من بين يدي والي بغداد .. كما كان
يضم واحدة من اشهر مدارس بغداد وهي مدرسة الراهبات التقدمه والتي انتقلت الى الباب الشرقي وتوسعت لتتحول
الى مدرسة ثانوية قبل ان تتحول الى مدرسة حكومية اسمها ثانوية العقيدة للبنات
..وكان عگد النصارى قبلة يزوره الادباء
والشعراء والتجار وقد نظم الملا عبود الكرخي شعرا في هذا العكد غناه المطرب الكبير
محمد القبانجي و فيه يقول ..
سودنوني هالنصارى .. شكوا
يشماغي .. ملخوا عباتي ... يالنصارى شصار بيكم . ما تضيفون اللي يجيكم .. سائل
عليكم نبيكم .. بلكت يسويلي جاره .. سودنوني هالنصارى ..
كما غنى هذه الاغنيه ايضا
المرحوم يوسف عمر ..وقد كانت هذه الاغنيه سببا لان يقيم احد الصحفيين المسيحيين
المتشددين دعوى قضائيه في محكمة جزاء الرصافة ضد المطرب محمد القبانجي بدعوى انه
يثير الطائفية الدينية ولكن محبي القبانجي
من المسيحيين جمعوا اربعين توقيعا مضادا
للدعوى قالوا فيه ان القبانجي غنى هذه
الاغنيه اعتزازا بالنصارى ومحبة لهم ..ونتيجة لذلك فقد ابطل القاضي الدعوى..
ونتيجة لتوسع بغداد وتضاعف عوائل العكد وزيادة سكانه .. ظهرت مناطق جديده مثل (كمب الارمن ) وعرصات الهنديه
والكراده وبغداد الجديده و(كمب ساره ) و الدوره .. واصبح فيها للاخوة المسيحيين تواجد ملحوظ الامر الذي دعى
العديد من سكان عكد النصارى الى تركه والتوجه الى هذه الاماكن طلبا للتجديد
والاستقلال حتى فرغ العكد من اهله في نهاية الستينات من القرن الماضي وتحول الى
منطقه تجاريه متخصصه بالتجهيزات الكهربائيه وتسمى اليوم (سوق الكهربائيات ) وعدد
من معامل الاحذية ..وضاعت الصوره التراثيه لهذه المحلة الجميلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق