معروف بن عبد الغني بن محمود الجباري أكاديمي وشاعر عراقي ولد في
بغداد عام 1875م، ونشأ فيها حيث أكمل دراسته في الكتاتيب، ثم دخل المدرسة العسكرية
الابتدائية فتركها، وأنتقل إلى الدراسة في المدارس الدينية ودرس على علماء بغداد
الأعلام كالشيخ عبد الوهاب النائب، والشيخ قاسم القيسي، والشيخ قاسم البياتي،
والشيخ عباس حلمي القصاب، ثم أتصل بالشيخ العلامة محمود شكري الألوسي ولازمهُ
أثنتي عشرة سنة، وتخرج عليهِ وكان يرتدي العمامة وزي العلماء وسماهُ شيخهُ الألوسي
(معروف الرصافي) ليكون في الصلاح والشهرة والسمعة الحسنة، مقابلاً لمعروف الكرخي.
كان من فحول الشعراء في العصر الحديث حيث امتاز أسلوب الرصافي بمتانة
لغته ورصانة أسلوبه، وله آثار كثيرة في النثر والشعر واللغة والآداب أشهرها ديوانه
"ديوان الرصافي" حيث رتب إلى أحد عشر باباً في الكون والدين والاجتماع
والفلسفة والوصف والحرب والرثاء والتاريخ والسياسة وعالم المرأة والمقطعات الشعرية
الجميلة
عمل في حقل التعليم... حيث عين معلماً عدد من المدارس الابتدائية
والثانوية وظل فيها إلى أعلان الدستور عام
1908م، حيث سافر إلى اسطنبول و يحظ
برعاية، عين مدرساً لمادة اللغة العربية في الكلية الشاهانية ومحرراً لجريدة سبيل
الرشاد عام 1909م، وأنتخب عضواً في مجلس المبعوثان عام 1912م، وأعيد أنتخابه عام
1914م، وعين مدرساً في دار المعلمين في القدس عام 1920م، وعاد إلى بغداد عام
1921م. ثم سافر إلى الإستانة عام 1922م، وعاد إلى بغداد عام 1923م، وأصدر فيها
جريدة الأمل، وأنتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في دمشق، عام 1923م، وبعد ذلك
عين مفتشاً في مديرية المعارف ببغداد عام 1924م، ثم عين أستاذاً في اللغة العربية
بدار المعلمين العالية عام 1927م ..وله عدة اصدارات شعرية،
عاصر معروف الرصافي الشاعرَ العراقي جميل صدقي الزهاوي وقد دعى كلاهما
إلى تحرير المرأة ونزع الحجاب (العباءة) التي كانت مستخدمة من قبل عامة نساء
العراق. ولكن كانت المنافسة والعدواة بينهما شديدة ..ولكن انتهت العداوة بالصلح
بينهما قبل وفاتهما في جلسة صلح نظمها محمود صبحي الدفتري في داره في الحيدرخانة
وقد حضر الجلسة عبد العزيز الثعالبي وروفائيل بطي وفؤاد السمعاني والعلامة محمد
بهجت الأثري والمحامي شاكر ال غصيبة. كان له مجلس متميز بين مجالس الادب والشعر
والقريض ، أقامه في مناطق متعددة من بغداد في مقهى الشط في محلة المصبغة وفي مقهى
عارف آغا في محلة الحيدر خانة بشارع الرشيد وفي مقهى امين الواقعة عند مدخل شارع
حسان بن ثابت ، وفي فصل الصيف في مقهى الرشيد الواقعة على نهر دجلة بالباب الشرقي
وفي الاعظمية وفي محلة السفينة ، وكان رواده لا يخرجون منه إلا والنشوة تغمرهم بما
يتخلله من نكات وظرائف استمر حتى وفاته
بني لهُ في بغداد تمثال لتمجيد ذكراه يقع في الساحة المقابلة لجسر
الشهداء عند التقاطع مع شارع الرشيد المشهور قرب سوق السراي والمدرسة المستنصرية
الأثرية.
كان الرصافي قد أرتحل من بغداد من الدار التي ما زالت قائمة في سوق
الهرج وفي الزقاق المؤدي من السوق إلى بناية الثانوية المركزية، ارتحل عام 1933
إلى مدينة الفلوجة ونزل في ضيافة آل عريم ، الذين أنزلوه أحد منازهم المطلة على
نهر الفرات ... ثم غادر الفلوجة وعاد الى بغداد أبان أحداث ثورة مايس 1941م،ونشوب
الحرب بين الجيش العراقي والقوات البريطانية
توفي الرصافي بدارهِ في محلة السفينة في الأعظمية ليلة الجمعة في
16 آذار 1945م، وشيع بموكب مهيب سار فيهِ
الأدباء والأعيان ورجال الصحافة ودفن في مقبرة الخيزران في الاعظمية
10/8/2018
ردحذف