الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

سيد بغداد..الامام محمد الجواد(ع)

هو الامام محمد الجواد عليه السلام .. تاسع ائمة اهل بيت الرسول الاعظم محمد  صلى الله عليه وسلم..وهو أقصرهم  عمراً... كل عمره الشريف  ( 25) سنة فقط ، ولد في سنة ( 195 ) هجرية .. والده الإمام علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام  .اما والدته فهي السيدة سبيكة النوبية ..وفدت إلى المدينة مع من وفد من أهل إفريقيا ، والتحقت بآل الرسول وأنجبت سيدهم الإمام الجواد (ع) ..
لقب  بالجواد ، والتقي ، والمرتضى ، والمنتجب ، والقانع ، بيد أن لقباً واحداً اشتهر به أكثر من غيره وهو " ابن الرضا " ذلك أن والده الإمام الرضا عليه السلام  طار صيته بين المسلمين في الآفاق لما اشتهر به من الفضل والجد فعرفه الناس باسم ابن الرضا. وكان الإمام الجواد يكنى بأبي جعفر تذكاراً لجده الباقر والد الامام جعفرالصادق عليهم السلام  عليهم ..
في عام 200 للهجرة وعندما كان الإمام الجواد (ع) في الخامسة من عمره هاجر والده  الإمام الرضا (ع)  الى العاصمة الجديدة للبلاد الإسلامية وهي خراسان ليكون  وليا للعهد وذلك بعدما قتل المأمون أخاه الأمين ، وكانت الظروف تُكره الإمام علي بن موسى (ع) على أن يغادر المدينة إلى خراسان عاصمة المسلمين الجديدة.. في آخر صفر من سنة 202 تولى الامام محمد الجواد منصب الامامة ليكون تاسع ائمة اهل البيت عليهم السلام بعد وفاه والده الامام الرضا وكان له من العمر سبع سنوات فقط وكانت مدة إمامته ثماني عشرة سنة.. وفي عام ( 211) هجرية حيث للامام  الجواد من العمر زهاء ( 16) سنة فقط  أرسل المأمون إلى المدينة يطلب الإمام الجواد (ع) في دعوة رسمية . . واستقبله المأمون ببغداد  استقبالاً حافلاً ، ونوى أن يزوجه ابنته أم الفضل  وبالفعل تم الزواج و بذل لها الامام من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم  ...رغم اعتراض  العباسيون اعتراضاً شديداً على هذا الزواج ، خوفاً من انتقال الخلافة إلى بني فاطمة .وبعد  زواج الإمام بابنة المأمون ، بقي في بغداد مدة غير قليلة يأتيه المسلمون من كل حدب وصوب  ، فينهلون من فيض علمه .. ولكنه  لم يكن يرضيه التنعم في قصور العباسيين تاركاً أمور المسلمين  الدينية وراءه ظهريّاً ...
كان يقول .. خبز شعير وملح جريش في حرم رسول الله أحب إلي مما تراني فيه ..وبالفعل غادر بغداد   إلى المدينة عن طريق الكوفة .. وهناك  اجتمع إليه المسلمون  ، فاستقبلوه استقبالاً حافلاً ، ثم ودعهم إلى مدينة جده ليواصل أداء مسؤولياته الجسيمة و منها إنشاء مدرسة فكرية جامعة .. كان عصر الإمام الجواد (ع) من العصور الزاخرة بالأحداث المختلفة والتيارات المتفاوته ..ولقد كان الامام عليه السلام عبقرياً حيث استطاع استيعاب الجميع  ، فلهج بمدحه مخالفوه وموالوه سواءً بسواء ، فكان الرضا الذي ارتضى به الخالق إماماً وحجه ، وللخلق سيداً وقدوةً .
بقي الامام الجواد (ع) في المدينة حتى وفاة المأمون العباسي ليلة الثاني عشر من رجب سنة 218 هجريه .. ليأخذ المعتصم بعدها أزمّة الحكم ، وراح يثبت حكمه بكل قدر مستطاع ففكر في أن الإمام الجواد وهو صهر الخليفة الراحل قد يشكل خطراً ما على الدولة فدعاه  من المدينة إلى بغداد لكي يكون الإمام تحت مراقبته الشخصية ، ونزح الإمام للمرة الثانية إلى بغداد ، وبقي فيها ولكنه كان مبتعداً عن البلاط الملكي مشتغلاً بالشؤون العامة لغاية يوم  29 ذي القعدة عام 220 ..حيث وافته المنية بسم دس إليه من قبل السلطة  العباسية .. وضجت بغداد بوفاة ابن الرضا (ع) وكادت تتفجر ثورة عارمة على الحكم الجائر ، و قام ولده الإمام علي الهادي (ع) في جهازه وغسله وتحنيطه وتكفينه كما أمره وأوصاه ..وصلّى عليه ودفن في مرقده  الحالي بمقابر قريش  في الكاظمية واصبح مرقده وجده الامام الكاظم عليهم السلام من الاماكن التي تهفو اليها النفوس ..ويزورها محبي اهل بيت النبوة من اقصى بلدان المعمورة .. فعلى سيدنا الامام محمد بن علي الجواد (ع) التحية والسلام . اللهم تقبل منا ..ومتعنا اللهم بشفاعة جدهم المصطفى صلى الله عليه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...