الأحد، 13 نوفمبر 2016

الحر بن يزيد الرياحي التميمي

الحر بن يزيد الرياحي التميمي أحد  ابطال وشهداء معركة كربلاء  واحد اهم فرسانها . وكان الحر من شُرطة عبيد الله بن زياد وأحد أمراء الجيش الأموي في كربلاء وكان من وجوه وشجعان العرب، أرسله والي الكوفة عبيد الله بن زياد مع ألف فارس من تميم وهمدان  لمنع الإمام الحسين من الدخول إلى الكوفة.وسار بجيشه لتنفيذ هذا المهمّة، فالتقى بركب الإمام الحسين عند جبل ذي حسم، ولمّا حان وقت صلاة الظهر صلّى وأصحابه خلف الإمام الحسين.
اعتقد الحر أن الهدف الاساس  هو فقط منع الإمام الحسين (ع) من دخول الكوفة لأن وجوده هناك سوف يهدد التوازن في المدينة كما كان يعتقد قائده. ثمّ لازم ركب الإمام الحسين(عليه السلام)، وأخذ يسايره حتّى أنزله منطقة كربلاء.
جاء ابن سعد الى كربلاء  لقتال الحسين (عليه السلام) بأربعة آلاف، و انضمّ إليه الحرّ و أصحابه فصاروا خمسة آلاف، و تتابعت عليه الرايات و الجيوش و تقابلا للحرب وجد الجد واصبح واضحا للعيان ان الامور سائرة نحو المواجهة العسكرية  فقال الحر لعمر بن سعد أصلحك الله! أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال عمر: إي والله قتالاً أيسره أن تسقط الرؤوس و تطيح الأيدي.
ولمّا رأى الحر إصرار القوم على قتال الإمام الحسين بدأ يفكّر في أمره، وأقبل يدنو نحو الحسين قليلاً قليلاً، «فقال له رجل من قومه، يقال له المهاجر بن أوس: ما تريد يا حر؟ لو قيل لي مَن أشجع أهل الكوفة رجلاً ما عدوتك، فما هذا الذي أرى منك؟
فقال: إنّي والله أخيّر نفسي بين الجنّة والنار، ووالله لا أختار على الجنّة شيئاً، ولو قطّعت وحرّقت. ثمّ ضرب فرسه فلحق بالحسين..
وقف بين يدي الإمام الحسين معلناً توبته، قائلاً: ...إنّي قد جئتك تائباً ممّا كان منّي إلى ربّي، ومواسياً لك بنفسي حتّى أموت بين يديك، أفترى ذلك لي توبة؟ فقال عليه السلام: نعم، يتوب الله عليك، ويغفر لك.
فخاطب الحر عسكر الأعداء بقوله: أيّها القوم، ألا تقبلون من الحسين خصلة من هذه الخصال التي عرضها عليكم، فيعافيكم الله من حربه وقتاله... الى آخر الخطبة الشهيرة .. فرموه بالنبل فرجع حتّى وقف أمام الحسين عليه السلام.واستأذن الحرُّ الحسينَ للقتال، فأذن له، فحمل على جيش عمر بن سعد وقتل منهم مقتلة عظيمة ..ولكنهم أحاطوا به من كلّ صوب وحدب، وأردوه قتيلاً، فأتاه الحسين عليه السلام، ودمه ينزف، فقال( يا حر، أنت حرّ في الدنيا وسعيد في الآخرة)..
إنّ هذا الاختيار المثير للحر بن يزيد الرياحي ، واختيار الجنّة على النار، قد جعل من شخصية الحرّ شخصية محبوبة وبطولية ومحترمة ومقدسة لدى محبي اهل بيت المصطفى ...
يقع مرقده الشريف  في ناحية تسمى ناحية الحر  تبعد حوالي  5 كم عن مدينة كربلاء المقدّسة حيث قام قومه بنقله جسده الشريف من ارض المعركة الى هذا المكان و اصبح مزارا شهيرا وشُيّدت على ضريحه الشريف  قبّة لا تزال محطّ أنظار المؤمنين..

هناك تعليق واحد:

الزواج الاسطوري

  كل فترة تخرج علينا وسائل الاعلام  بالحديث  عن "حفل زواج أسطوري" متناسين ان تاريخنا المجيد  يحدثنا عن عدداً من حفلات الزفاف الأسط...