نوري ثابت ..( حبزبوز )

موهبة فنية وصحفية وفكاهية وادبية نادرة و لن تتكرر ..انه رائد الصحافة الهزلية وملك القلم الساخر نوري ثابت والمعروف ب" حبزبوز"..

ولد نوري ثابت في بغداد عام 1897.. وبعد اكماله الدراسة تطوع و حارب كضابط في الجيش العثماني  وحصل على عدة مداليات عسكرية ...وجرح في معارك الدردنيل وقفقاسيا .. بعد انتهاء الحرب وعودته الى العراق عمل في مجال التعليم واصبح مدرسا في مدرسة التفيض والجعفرية وهما من اشهر المدارس الاهليه في العراق .. ثم عين مفتشا للغة العربية في وزارة المعارف ..كان كما يقول المثل البغدادي " سبع صنايع " فقد كان اديبا لايجارى ومعرَب وملحن لعدد من الاناشيد الوطنية وعازف للعود والكمان ..كان يجيد المقام العراقي والغناء التركي... وكاتبا للتمثيليات الساخرة يتكلم العربية والتركية والكردية والاثورية والانكليزية والفرنسية والالمانية ... قام بترجمة كتاب عن الرشاشات الالمانية ونال عنه وسام الصليب الحديدي الالماني ...ولكنه اشتهر كصحفي فهو صاحب افضل قلم فكاهي في تاريخ الصحافة العراقية..بدء  نوري ثابت الكتابة في  جريدة (الكرخ) وهي جريدة الملا عبود الكرخي وكانت له صفحة باسم (خجة خان) ... بعدها  اسس واصدر جريدة حبزبوز الهزلية  الشهيرة والتي كانت من اوائل الصحف الهزلية في بغداد وقد اثارت مقالاتها جدلا واسعا بين العراقيين والسياسيين .. جاء اسم حبزبوز من اسم لواحد من شقاوات بغداد اسمه احمد حبزبز ابن ملا عليوي وكان فاتكا شريرا الا انه كان فكهاً سريع البديهية حاضر النكتة يسخر مما حوله وكان  لاحمد  حبزبز اب ورع تقي يدعى (ملا عليوي) وقد انكر على ولده احمد سلوكه هذا فجعل يرشده ويهديه الى الطريق الصواب وما زال حتى صحبه في صبيحة احد الاعياد لكي يصلى معه صلاة العيد في الجامع فاذعن احمد ورضخ امام الحاح ابيه وما ان اذن المؤذن بالناس الى الصلاة حتى رفع احمد يديه ليعلن (النية) وقال بصوت مسموع (نويت اصلي ركعتين جفيان شر ملا عليوي) فغضب عليه المصلون وضربوه واخرجوه من الجامع لكن قوله ذهب مثلا على السنة الناس منذ ذلك الزمن...ولطرافة الحادثة فقد اتخذ نوري ثابت من اسم  الشقي صاحب الطرفة  اسما لجريدته ولقبا له ..  وكثيرا ما تعرضت جريدته للغلق بسبب سخريتها من بعض الشخصيات  انذاك  كما تعرض هو ايضا  لمثل هذا الموقف في آحيان كثيرة ..

اصيب بمرض السل وتوفي عن 41 عاما عام 1938  ودفن في جامع بني سعيد...