الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

سيد بغداد .. موسى بن جعفر

هو الامام موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب.. سابع ائمة اهل البيت والده الإمام جعفر بن محمد الصادق أحد فقهاء الإسلام  ووالدته  (أم ولد) اسمها حميدة، أندلسية الأصل ويُقال بربرية، ويُقال رومية، وتكنى لؤلؤة.. والمصفاة  .. عاصرفترة حساسة من تاريخ المسلمين. كنيته أبو إبراهيم وأبو الحسن، ومن ألقابه: الكاظم والعبد الصالح وباب الحوائج وسيد بغداد. وكانت امامته خمس وثلاثون عاما  عاصرت اوخر  ايام  المنصور والمهدي والهادي والرشيد ..
ولد الإمام موسى بن جعفر الكاظم في قرية يُقال لها الأبواء  يوم الأحد السابع من صفر سنة 128 وقيل سنة 129 هجرية في أيام حكم عبد الملك بن مروان. وكان الإمام الصادق يوليه عناية ومحبة خاصة وكان يريد أن يبيّن للناس أن موسى الكاظم هو الإمام الشرعي من بعده..نشأ في  كنف أبيه وأسرته في بيئة دينية تسودها القيم الإنسانية والمُثل العليا، و كان البيت الذي عاش فيه معهداً من معاهد الفضيلة، ومدرسة من مدارس الإيمان والتقوى وبذلك فقد توفرت للإمام جميع عناصر التربية الرفيعة. عاصر ابيه لعشرين سنة  وارتاد مدرسته العلمية الكبرى التي أنشأها وتربى في هذا الجوّ العلمي المشحون بالمناظرات والنقاشات..
وكانت الفترة التي عاشها في أواخر حياة والده الصادق وبعد وفاته هي فترة علمية حساسة جداً في تاريخ المسلمين حيث سيطرت فيها الفلسفة اليونانية على الفكر العام، وكثرت فيها الاتجاهات الفكرية وتنوّعت، وامتد ذلك إلى صلب العقيدة والدين، فمن حركات تدعو إلى الإلحاد ومن حركات فلسفية تشكك في بعض العقائد الدينية، فكان على الكاظم أن يتحمل مسؤوليته من الناحية العلمية.فواصل منهج أبيه الصادق في رئاسة المدرسة التي أسسها هو وأبوه الباقر. وكانت مدرسته في داره في المدينة وفي المسجد كما كان آباؤه، فحضرها كثير ممن أعلام المسلمين، وتخرج من هذه المدرسة نخبة من الفقهاء ورواة الحديث، قدّر عددهم بـ(319) عالماً وفقيهاً
وممن أخذ عن الإمام الكاظم وروى عنه الخطيب في تاريخ بغداد، والسمعاني في الرسالة القوامية، وأبو صالح أحمد المؤذن في الأربعين، وأبو عبد الله بن بطة في الإبانة، والثعلبي في الكشف والبيان. وكان أحمد بن حنبل إذا روى عنه قال: «حدثني موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد ابن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال:حدثني أبي علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله. ثم قال أحمد: وهذا إسناد لو قرئ على المجنون لأفاق».
وحتى بعد أن سُجن الكاظم في عهد هارون الرشيد، فإنه لم ينقطع عن العمل العلمي فكانت الأسئلة تأتيه إلى السجن ويجيب عليها بصورة تحريرية.  وخصوصاً تلك المسائل الفقهية حول الحلال والحرام، ولذا يرى بعض الباحثين أن الإمام موسى بن جعفر هو الرائد الأول في كتابة الفقه،وكان ما كتبه إجابة عن مسائل وجّهت إليه تحت اسم (الحلال والحرام). ..اودعه هارون الرشيد العباسي السجن في المدينة في ايام  الحج ونقله الى بغداد  واسلمه الى سجن عيسى بن جعفر بن المنصور فحبسه عنده سنة ثم اسلمه الى سجن الفضل بن الربيع وبقي عنده مدّة طويلة ثم أمر بتسليمه إلى سجن الفضل بن يحيى ، ووضع عليه حراسة مشدده  ، فكان عليه السلام مشغولاً بالعبادة ، يحيي الليل كلّه صلاة وقراءة للقرآن ، ويصوم النهار في أكثر الأَيّام ، ولا يصرف وجهه عن المحراب ، فوسّع عليه الفضل بن يحيى وأكرمه.فبلغ ذلك الرشيد وهو بالرقّة فكتب إليه يأمره بقتله ، فرفض  ، فاغتاظ الرشيد وأمر بتسليم موسى بن جعفر عليهما السلام إلى السندي ابن شاهك. وعاقب الفضل بن يحيى بالجلد مئة سوط ..اما السندي بن شاهك فامتثل لامر الرشيد  ودس له السم في طعام قدّمه إليه ، فاستشهد عليه السلام في عهد هارون الرشيد سنة 183 هجرية...
قال ابن الجوزي: «موسى بن جعفر كان يدعى العبد الصالح، وكان حليماً وكريماً، إذا بلغه عن رجل ما يؤذيه بعث إليه بمال»..وقال أبو حاتم: «موسى بن جعفر ثقة، صدوق، إمام من أئمة المسلمين.» ..وقال الذهبي: «كان موسى من أجواد الحكماء، ومن العبّاد الأتقياء، وله مشهد معروف ببغداد.»..وقال الزركلي: «موسى بن جعفر الصادق ابن الباقر، أبو الحسن، سابع الأئمة الإثني عشر عند الإمامية، كان من سادات بني هاشم، ومن أعبد أهل زمانه، وأحد كبار العلماء الأجواد.» ..قال الطبرسي: «قد اشتهر بين الناس أن أبا الحسن موسى كان أجلّ ولد الصادق شأناً، وأعلاهم في الدين مكاناً، وأفصحهم لساناً وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأفقههم.» .. وقال الشبلنجي الشافعي: «قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر، الأوحد، الحجة، الحبر، الساهر ليله قائماً، القاطع نهاره صائماً، المُسمَّى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً. وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله، وذلك لنجح قضاء حوائج المتوسلين به، ومناقبه (رضي الله عنه) كثيرة شهيرة.» 

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...