السبت، 19 نوفمبر 2016

وهب النصراني

 في البداية اروي لكم  حادثة حصلت في التسعينات ..قصة حقيقية  وانا قريب من بعض اطرافها  .. احد القساوسة في احد كنائس بغداد  ذهب الى مجلس فصل عشائري نتيجة حادث دهس قام به رجل مسيحي  ومات على اثره  احد ابناء الشيوخ  ..  عندما دخل الى المجلس.. قدم نفسه و كان اول كلامه نحن احفاد وهب النصراني  .. الذي استشهد مع امامكم الحسين عليه السلام في الطف .. ونحن بخدمتكم  وحاضرون لطلباتكم .. فقام كبير المجلس واستأذن من الجميع  ومن ولي الدم  وقال للقس ..  جدكم وهب النصراني  وقف مع امامنا ومع الحق .. ولن نرد احفاد وهب خائبين .. والتفت للحاضرين وقال لهم اذا كان لكم مع هؤلاء الناس  فصل.. ودية .. فانا سداد لها اكراما لموقف وهب ..
 هو وهب بن عبد الله الكلبي النصراني .. وامه هي ام وهب بنت نمر بن قاسط .. ذكر المؤرخون انه لما وصل الحسين عليه السلام إلى صحراء التعلبيه في طريقه إلى كربلاء شاهد خيمة متردّية تعبر عن فقر ساكنيها وشكت إنهُا قد أضرّ بها وبأغنامها الجفاف, وأن ابنها (وهب) وزوجته (هانية) ذاهبان بحثاً عن الماء
بعد عودته وعندما رأى الناس يستعدون و يتجهَّزون بالنخيلة للذهاب إلى قتال سبط رسول الله الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) عَزَمَ على الذهاب نصرته و مقاتلة هؤلاء الناس ..
فخرج هو وامه وزوجته  هانيه ليلاً حتى اتى الحسين ( عليه السَّلام ) بكربلاء  فاقام معه ، حتى صار يوم عاشوراء  فقال للحسين عليه السلام يا أبا عبد اللّه رحمك اللّه ائذن لي في الخروج اليهما .فأذن له ..فخرج مرتجزاً يقاتل  وامه تنادي  وبيدها عمودا ..: فداك أبي و أمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد ، فاقبل اليها يَرُدَّها نحو النساء ، فأخذت تجاذب ثوبه و هي تقول : إني لن أدَعَك دون أن اموت معك .
فناداها الحسين ( عليه السَّلام ) و قال: جزيتم من أهل بيت خيراً ، ارجعي رحمك اللّه إلى النساء فاجلسي معهن ، فإنه ليس على النساء قتال . فلم يزل وهب يقاتل حتى قتل منهم جماعة ، فرجع إلى امّه و امرأته ، فوقف عليهما فقال : يا أماه أرضيت ؟
فقالت أم وهب : ما رضيت أو تقتل بين يدي الحسين . .
فقالت له امرأته : باللّه ، لا تفجعني في نفسك .
فقالت أمّه : يابني لا تقبل قولها و ارجع فقاتل بين يدي ابن بنت رسول اللّه ، فيكون غداً في القيامة شفيعاً لك بين يدي اللّه .
فرجع وهب إلى ساحة القتال فقاتل حتى استشهد  ( رضوان اللّه عليه )
و عندما استشهد  وهب خرجت أمه تمشي إليه حتى جلست عند رأسه تمسح عنه التراب و هي تقول : هنيئاً لك الجنة .فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام يسمى رستم  اضرب رأسها بالعمود ، فضرب رأسها فشدخه فاستشهدت رحمها اللّه ، و هي أول إمرأة استشهدت في كربلاء مع الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) ...
هذه احد دروس واقعة الطف الاليمة .. هذه الواقعة التي  لم تقتصر على طائفة او دين فهناك اناس عرفوا الحق فتبعوه وضحوا من اجله وكان جزاءهم ان خلدهم التاريخ ومن هذه الاسماء (وهب النصراني) رضوان الله عليه .. النصراني الذي دفن جوار الحسين عليه السلام   مع رفاقه شهداء الطف ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...