هوالسيد أبو الفضل تاج الدين
الآوي... ينتهي نسبه إلى الإمام زين العابدين علي بن الامام الحسين بن الإمام علي
بن أبي طالب، عليهم السلام، كان العالِم تاج الدين من الشخصيات الفاضلة الكريمة،
وعالم من مشاهير العلماء الأعلام المسلمين،وُلِدَ وترعرع في مدينة الكفل بالحلة في
العراق ، في النصف الأول من القرن السابع
الهجري.. وعاش فترة الأحتلال المغولي للعراق وهي تلك الحقبة السوداء التي شهدت
أنتشار التخلف والفساد وأنتشار الأمراض والأوبئة والفساد والتخلف. فأتخذ من الوعظ
والأرشاد وسيلة لتنفيذ مسؤولياته أذ أتصف ببيان الحجة وبلاغتها وأستطاع أن يغير
البنية الأجتماعية والفكرية وأستطاع بأسلوب عقلاني أن يبث في الناس منهج التعقل من خلال محاورته في جميع المسائل
الأسلامية متخذاً الوعظ والأرشاد منهجا مبتعداً عن أساليب المهاترات والسباب التي
كانت سائدة في ذلك الوقت. تولى السيد (تاج الدين) نقابة اشراف الممالك مما أغاظ
الوزير المغولي (شهاب الدين الطيب)
المعروف برشيد الدين.. وزاد الهوة أكثر بين السيد تاج الدين وبين الوزير المغولي
رشيد الدين بعد أن نصب السيد تاج
الدين في صحن ذي الكفل والذي يقع بين
الحلة والكوفة منبراً تقام فيه صلاة
الجماعة وصلاة الجمعة ومنع اليهود من زيارة مشهد ذي الكفل ...
أختطف بايعاز من الوزير رشيد الدين
من منطقة الكفل في مدينة الحلة هو وولديه (شرف الدين وشمس الدين) الى منطقة
الحفرية (قرب شاطيء دجلة) وقتلوا جميعا
بطريقة وحشية عام (711هـ ) ... وتفاصيل القصه موجودة في كتاب (عمدة الطالب) في أنساب أبي
طالب.وكذلك في مقاتل الطالبيين
يقع مرقد السيد (تاج الدين)
عليه السلام في ناحية الحفرية (شمال محافظة واسط) وسط بساتين يطلق عليها (بساتين
آل الدفتري) حيث يخترقها شارع فرعي يسير بمحاذاة النهر يسمى (نزلة التاج) ويقدر
طوله بكيلومتر يقطعه الزوار سيراً على
الأقدام وفاءاً لنذر شائع في هذه المناطق وهناك تقاليد وعقائد روحانية لم اجد لها
تفسيرا وهي (شد العلك) على قطعة التعريف
المعدنية في بداية الطريق الفرعي المؤدي الى المرقد الشريف ..ثم وضع الحناء على
أعمدة الكهرباء المنتشرة على طول الشارع المؤدي الى المرقد.. ووضع البخور في داخل
الحضرة الشريفة. وهناك مرقد للسيد (هزاع)
الذي ينتسب للأمام الكاظم (ع) دفن بجوار القبر الشريف للسيد تاج الدين (عليه
السلام) ..
تم أكتشاف القبر عام (1890) ..وفي عام 1940 وبجهود من عشائر المنطقة بني المرقد
الشريف من مادة (اللبن) بعد ان كان عبارة
عن غرفة من الطين و كان الماء ينقل من نهر دجلة القريب على ظهر الحيوانات..
وبعد فيضان عام 1954 واندراس المقابر المحيطة بالضريح اعيد بناء المرقد مجددا بمادة الطابوق والحديد (الشيلمان) وتم
بناء قبة بأرتفاع (أربعة أمتار) على سطح البناء و تم ايصال الماء للشرب والوضوء.وفي عام 1967تم أيصال
التيار الكهربائي الى المرقد وأنشاء باحة مجاورة للمرقد لراحة الزائرين المتوافدين
بكثرة في الأعياد والمناسبات الدينية وفي عام (1975) تم بناء الصحن الموجود حالياً
و بناء طارمات بالصب الكونكريتي وتم وضع الأبواب الخارجية للصحن. وفي عام 1993تم
تغليف الواجهة الأمامية بالكاشي الكربلائي و بناء القبة الحالية وتغليفها بنفس
نوعية الكاشي وقد شهد عام (2000) توسيع الحضرة والعمل مستمر فيها الى يومنا هذا..
يتوافد الزوارعلى المرقد الشريف طوال ايام الاسبوع وخاصة يوم (الجمعة)
حيث يفد الزائرون مشياً على الأقدام من الصويرة والعزيزية والحفرية ومن مختلف مناطق العراق الاخرى .وكذلك الحال في
الأعياد والمناسبات الدينية وخصوصاً في عيدي الفطر والأضحى.
5/7/2018
ردحذف