قبور بكوفان وأُخرى بطيبة ** وأُخرى بفخ نالها
صلواتي ..
من قصيدة دعبل الخزاعي والتي يشير فيها لواقعة فخ
.. و فخ هو واد يبعد 5500 متراً عن مكّة المكرّمة يطلق عليه الآن ..وادي الزاهر
وفيه مراقد جماعة من آل بيت المصطفى
استشهدوا فيه في واقعة وصفت بانها
أعظم واقعة بعد الطف ومن اسوأ الحوادث في التاريخ الاسلامي ...
حدثت معركة
فخ يوم 8 ذو الحجة 169 هـ بين جيش
الخليفة الهادي العباسي ...و مجموعة من العلويين بزعامة الحسين بن علي العابد بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن
الحسن السبط بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ...
بعد مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب في
معركة كربلاء وفشل ثورة محمد النفس الزكية و ثورة أخيه إبراهيم قامت حركات أخرى
للعلويين في اليمن وخراسان، لكنها لم تلقَ نجاحًا، وأصابها مثل ما أصاب قبلها من
ثورات..ثم سادت فترة من الهدوء حتى حدث نزاع بين والي المدينة المنورة وبعض رجال
من العلويين حيث أساء التعامل معهم وكان هدفه الوحيد اذلال العلويين ومحاربة فكر
اهل البيت.. وقام بمحاصرة الامام الكاظم ووصل الامر به الى ضرب مجموعة من العلويين
بالسياط ... فنفذ صبر العلويين وارسل
الحسين بن على بن الحسن المثنى الى الامام موسى
الكاظم( ع ) يستشيره للانتفاض على الظلم لان الصبر قد نفذ فاجابه الامام الكاظم
... اذا فعلت فأنك مقتول لا محالة... «فأحدّ الضراب فأن القوم فساق يظهرون ايماناً
ويضمرون نفاقاً وشركاً وانا لله وانا اليه راجعون» .. انتفض العلويون في ثورة
منظمة وانظمت اليهم الجماهير في المدينة
وبايع الناس الحسين وصلوا في مسجد الرسول وسيطروا على المدينة و هرب الوالي
واستقرت لهم الامور.. ولما وصل الخبر إلى الخليفة موسى الهادي العباسي ، أرسل
جيشًا على وجه السرعة للقضاء على الثورة، قبل أن يمتد لهيبها إلى مناطق أخرى؛
فيعجز عن إيقافها، فتحرك الجيش العباسي إلى مكة...والتقوا بالثوار الذين عسكروا في
وادي فخ قرب مكة حيث اندلعت المعركة يوم التروية 8 من ذي الحجة
سنة 169هـ .. وانتهت باستشهاد الحسين بن علي العابد هو ومجموعة من
آل البيت واصحابه.. فقطعت رؤوسهم
ومثل باجسادهم وتركوا في العراء لثلاثة
ايام تأكل منها الوحوش والضواري ..الى ان جاء مجموعة من الطالبيين فدفنوهم ..
أرسلت رؤوس الشهداء الى الخليفة الهادي
العباسي ، ومعهم الاسرى و في أيديهم
وأرجلهم الحديد، فأمر الخليفة بقتلهم وصلبهم على باب الحبس .. فيما قام والي المدينة بحرق دور العلويين ومصادرة أموالهم ومزارع نخلهم....ومازالت مقبرة شهداء
فخ موجودة بوادي الزاهر أو حى الشهداء بمكة المكرمة ..حيث يصفها صاحب كتاب أداب
الحرمين بقوله...ومن المزارات مزار شهداء واقعة فخ ..وفيها قتل نحو مائة نفر من
ذرية فاطمة (عليها السلام) على ايدي جيش
الهادي العباسي..
كان ممن نجا من الواقعة ادريس بن عبد الله بن الحسن المثنى حيث تمكن من
الوصول الى مصر ومنها الى المغرب العربي واستطاع ان يؤسس هناك دولة الادارسة...
وبرز من الادارسة العديد من الاعلام ومنهم عالم الجغرافية الشهير الادريسي والامير عبد القادر الجزائري والذي حكم الجزائر
للفترة 1834-1847 وآخر فروعهم كان السنوسيين والذين حكموا ليبيا
والجبل الأخضر 1950-1969 م قبل ان يطيح بهم القذافي في انقلاب عسكري عام 1969..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق