الخميس، 19 أبريل 2018

الرئيس جمال جميل

لست بصدد تقييم ماقام به الرئيس جمال جميل  وهل كان بطلا قوميا ام رجلا خائنا لمن استأمنه.. .. بقدر مايهمني تقديم قصة هذا الرجل .. الضابط العراقي الذي   قلب حكم اليمن حدث من النادر ان يتكرر ...ولد جمال جميل في مدينة الموصل في 3 آذار 1913م... وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في المدرسة الخضرية هناك ..ثم دخل الى الكلية الحربية ببغداد وتخرج منها  وتدرج في الرتب العسكرية الى ان اصبح برتبة نقيب ..  وأصبح مرافقاً لرئيس اركان الجيش العراقي انذاك الفريق بكر صدقي .. و شارك معه في اول الانقلابات العسكرية في العراق عام 1936 وهو الانقلاب على حكومة نوري السعيد .. وبعد مقتل بكر صدقي صدر بحقه حكم بالاعدام لإتهامه بمقتل وزير الدفاع جعفر العسكري... ولكن  تم إلغاء هذا الحكم  لاعتبارات عشائرية وقضى فترة في السجن قبل ان يعاد الى الخدمة  حيث نقل م إلى قوة نهرية صغيرة لحراسة الحدود المائية ...
في 3 نيسان/ أبريل 1940م وبعد عقد المعاهدة اليمنية العراقية ولغرض تحديث انظمة الجيش اليمني وتدريبه وفق الاساليب الحديثة تم ايفاد بعثة عسكرية عراقية برئاسة العقيد الركن اسماعيل صفوت وعضوية الرئيــس ( الرائد) جمال جميل ( ضابط مدفعي) والرائد محمد حسن المحاويلي ( ضابط مشاة) والملازم الاول عبد القادر محمـــد الكاظمـي ( ضابط مخابرة) والملازم سيف الدين سعيد آل يحــيى( ضابط مشاة ) كما ضمت البعثة (12) من ضباط الصف.. وانجزت هذه البعثة مهمتها مع مطلع 1943 وعادت الى العراق وبقي جمال جميل الذي تزوج من ابنة امر المدفعية اليمنية ( اسماعيل بك) وانجب عدد من الاولاد اشهرهم الدكتورة سميرة جمال جميل  والتي تعتبرأول مهندسة معمارية يمنية .. وأول دكتورة في قسم الهندسة بجامعة صنعاء.
عمل جمال جميل في اليمن معلما في الكلية الحربية ثم آمرا لمعهد صنعاء العسكري وتخرج على يديه طلاب الدفعتين الثانية والثالثة. ...وبذكائه استطاع التوغل في مفاصل المجتمع اليمني، كما تولى بناء قدرات جيشه، حيث  أدخل صنف المدفعية للجيش، وحضي بثقة ملك اليمن "الإمام يحيى بن حميد الدين" حيث رقاه الى رتبة عقيد و أولاه مسئولية قيادة الحرس الخاص والذي يسمى بالجيش المظفر   وبفضل مهاراته وتفانيه في خدمة اليمن، أصبح جمال جميل محط انظار النخب العسكرية والسياسية في اليمن و التي بدأت تتطلع للتغيير من الملكية الى الجمهورية.. و تحركت تلك القوى لوضع مخططات الانقلاب على الحكم الملكي، وتم صياغة دستور جديد استعدادا لساعة الصفر وكان جمال جميل يتزعم تلك التحركات وفي20/2/1948  قاد الرئيس جمال جميل الانقلاب على الحكم القائم وسميت الحركة بثورة الدستور ، وفيها تم قتل ملك اليمن الامام يحيى بن حميد الدين، وتولى عبد الله الوزير الامامة فيما تم تعيين جمال جميل وزيراً للدفاع والقائد العام للجيش اليمني.. ولكن بعد بضعة أشهر..نجح ولي العهد "الامام أحمد" في استعادة الحكم بعد حصار العاصمة وانهيار القوات التي كان يقودها جمال جميل بسبب ضعف الامكانيات وقوة الطرف المقابل المدعوم بالقبائل ، وتم القبض على كل المشاركين في الانقلاب وعلى رأسهم "الرئيس جمال جميل"، وأصدر الامام احمد  قرارا بإعدامهم وبسيفه الشخصي. وفي ساحة الإعدام، ظل جمال جميل مبتسماً طوال الوقت، وعندما اقترب منه الامام أحمد قال له: (لقد أحبلناها وحتماً ستلد)، فأثار غضب الامام وأمر بقطع رأسه فوراً،و كان يعني أنهم كسروا حاجز الخوف لدى اليمنيين وفتحوا باب الثورات ضد الملكية وهو ما حدث فعلاً في عام  1962م. ظل الجميع في اليمن لا يذكر جمال جميل إلاّ ويسبق اسمه بلقب "الرئيس الشهيد"، وفي المتحف الحربي بصنعاء تتصدر صور لحظات إعدامه الواجهات.. كما سمي مخفر الشرطة في ساحة التحرير باسم جمال جميل ..
السؤال المحير ... كيف لضابط عراقي لم يمض على وجوده في اليمن سوى أقل من ثماني سنوات يفعل ما لم يجرؤ على فعله اليمنيون، ويقود أول إنقلاب في تاريخ اليمـــن.....حدث لن يكرره التأريخ..
بتصرف عن عدة مصادر

هناك تعليقان (2):

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...