السبت، 26 نوفمبر 2016

شارع الخيام في بغداد

هو شارع صغير ولكنه من اهم الشوارع التجارية المهمة في بغداد .. يربط بين شارع الجمهورية وشارع الرشيد في بغداد ..وينحدر بشكل  تسريحة  تبدأ من جهة ساحة التحرير لينحدر انخفاضا حتى بداية شارع الرشيد.. سمي بهذا الاسم نسبة الى واحدة من اشهر دور العرض السينمائي في بغداد وهي سينما الخيام .. اشتهر الشارع بكثرة محلات الكماليات والملابس الرجالية  ..ولحد الان  لم تتغير طبيعتها التجارية كثيرا .. وتتواجد هنا ايضا معارض أحذية شهيرة  مثل "كوزموز " و" ستاركو " و "الفارابي".. اضافة الى واحدة من اشهر  واقدم محلات التسجيلات الصوتية في بغداد وهي تسجيلات الخيام .. وكذلك هنا الكثير من معامل الخياطة المحلية والتي بدأت بالاندثار مؤخرا نظرا للانفتاح على دول العالم ودخول البضائع ومن شتى المنشئ .. وفي هذا الشارع ايضا كانت دائرة تابعة لوزارة النفط . واحتلت نقابات العمال في العراق الركن المقابل لشارع الرشيد فيما تطل على شارع الجمهورية بناية تابعة لجمعية الهلال الاحمر العراقي يطلق عليها الناس مجازا عمارة شاكر بيبو ..
اشهر المطاعم في هذا الشارع  مطعم (أبو اسعد) وهو من أقدم المطاعم الشعبية البغدادية في شارع الخيام حيث افتتح عام 1962 ويقدم لزبائنه ورواده الأكلات البغدادية الشعبية مثل (المخ واللسان والروست والجلفراي والدولمة بالزيت) إضافة إلى اللبن الزبادي والمرطبات حيث .. بقي محافظا على طقوسه طوال هذه الفترة من الزمن ومحتفظا بنكهة أكلاته المميزة ..وهناك ايضا مطعم أبو سمير الشهير و يقع في نفس المنطقة ويقدم  ايضا المأكولات الشعبية وهو اول مطعم يدخل اكلة الفلافل الى العراق ( الفلافل اكلة لبنانية فلسطينية) واشتهر بكونه اول مطعم يستخدم نظام اخدم نفسك بنفسك واستخدام نظام السره ( الدور ) عبر ما يعرف بالكيو .. وأبو سميرهذا  قام بجلب ماكنة من لبنان في فترة الستينيات تقدم ساندويتش فلافل بعد أن يضع الشخص فيها عملة نقدية من فئة العشرة فلوس وكانت في وقتها شيئا نادرا .المفارقة إننا في الوقت الحاضر نفتقد لمثل هذه الأشياء رغم الانفتاح الكبير الذي حصل والتطور وما إلى ذلك .. ومازال اولاد ابو سمير  لحد الآن يحتفظون بتقاليد هذا المطعم العريق .. 
 كانت سينما الخيام والتي تتنسع ل 1800 شخص من دور الدرجة الاولى وتقدم اجمل واحدث  الافلام الاجنبية وربما العربيه ايضا .. عبر خمسة ادوار يوميا وكان الحجز يتم في اغلب الاحيان عبر الهاتف ..وكانت العوائل العراقية  لا تتحرج ايامها من دخول السينما وكانت تحجز ما يسمى باللوج .. كان آخر دور ينتهي في الساعة الواحدة والنصف ليلا مما ادى الى توفر فرص عمل لباعة المشويات والمرطبات في بداية شارع الخيام  قريبا من بناية جمعية الهلال الأحمر العراقية عصر  كل يوم حيث يمتد عملهم حتى الفجر من اليوم الثاني.
وللمقارنة فان سينما الخيام كانت تعرض الأفلام من خلال خمسة ادوار وتستقبل يوميا جمهورا بحدود 9000 مشاهد في وقت كان تعداد العراق يقدر حينها بـ (7) ملايين نسمة اما الآن فلا تستقبل اكثر من 40 مشاهدا يوميا وفي عرض مستمر من الثامنة صباحا وحتى الغروب و في وقت بلغ فيه نفوس العراق أكثر من (30) مليون نسمة.. وهذه الارقام كنت قد حصلت عليها من المسؤولين عن السينما قبل يومين ..
اخيرا فان ما كان  يميز هذا الشارع ايضا المقاهي الصيفيه العديدة والتي تتواجد على سطوح العمارات والتي  تعطي لروادها  متعة تناول الشاي والمشربات الساخنة والاركيله اضافة الى ممارسة الالعاب الشعبيه  كالطاولي والدومينو في الهواء الطلق.. وهي متعة ما بعدها متعة...

هناك تعليقان (2):

  1. عذزا سيدي... كان في الشارع عدة ((بارات)) تضفي نكهة الى الشارع واهم هذه البارات واشهرها هو بار الركن الهاديْ و الذي يقع في ركن الشارع الضيق الموْدي الى مسرح النجاح... وليس معامل للخياطه وانما محلات خياطه من امهر الخياطين...مع شكري لك لم يكن المقال موفقا في وصف الشارع كما عهدناه

    ردحذف

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...