واحد
من اشهر التقاليد الاجتماعية التراثية المتوارثة .. ... هو صوم خاص بالنساء موعده في اول احد من
شهر شعبان من كل عام ..وهذا التقليد ما زال
مستمر الى يومنا هذا حيث تمسك المرأَة نفسها عن الأكل والشرب وكل ما يفسد
الصوم من شروق الشمس إلى الغروب .وغالبا ما يكون السبب في ذلك هو ايفاء بنذراو
طلبا لمراد وخصوصا للمرأة العاقر او من لم يرزقها الله غلاما حيث تقوم بنفسها باعداد صينية تملأ بالشموع المزينة
بالشرائط الملونة والياس الاخضر وتزين
بـ الحلوى و الزردة والخضر والفواكه المختلفة والاكلات
البغدادية الشهيرة مثل ( الدولمة ) و (الكليجة) ، وتحاط هذه الصينية بشموع صغيرة
وكافور وتوضع وسطها احيانا شمعة العروس الذهبية وتزين بالورود بعد تثبيت قواعدها على الطين بين اغصان
الآس والبرتقال .. ويضعون بجانب صينية
الطعام صينية أخرى في وسطها صحن
مملوء (حناء) محاط بإبريق و تنك (كوز) حيث اعتادت الامهات وضع اوان فخارية تتكون من ابريق لكل ذكر من اولادهن
وتنكه (كوز )لكل بنت قرب الصينية ويضعون في أفواه الاباريق و التنكه (الكوز) باقات
الزهور ويكللونها بورق الليمون والبرتقال والياسمين ، وقبيل وقت المغرب يتم ايقاد
الشموع وعندما تغرب الشمس ويجيء وقت الإفطار تجتمع الاسرة على المائدة المشحونة
بكل أنواع الطعام ، وعندها يقرا أحد العارفين بأصول القراءة سورة من سور القرآن
وتكون على الأغلب سورة مريم برمتها وبعد ذلك يفطرون أولاً على خبز من الشعير وماء
البئر وباقات من الكراث والكرفس او ما
يسمى محليا بخبز العباس .. وبعدها يتناولون ما يشتهون من الاكلات كالبرياني والرز
والمرق والدولمة والسمك والدجاج وغيرها..ويتبع ذلك تناول الحلويات والزردة
والحليب.. في هذه الاثناء يقوم الاطفال بالضرب على الطبول (الدنابك) ابتهاجا بهذه
الليلة المباركة ويغنون ( يا زكريا ..عودي عليه .. كل سنة وكل عام .. اشعل صينية
)..
كما تحتوي صينية زكريا على ( لهوم) وهو سمسم مسحوق ومخلوط بالسكر و(
مخلط ) وهو خليط من الحمص وحب الرقي وحب الشجر المقلى والزبيب الاسود والملبس
والحامض حلو واللوزينة والشوكولاتة وغيرها و الساهون وهو خليط من السكر واللوز..
والبيض المسلوق والحلقوم الملون والزردة بالحليب واللبن والخضروات كالكراث والرشاد والكرفس والياس ..
وبعد الانتهاء من تناول الطعام ترسل كمية من محتويات الصينية الى
الجيران..ومن تريد طلب نذر جديد فعليها ان توقد شمعة في الصينية وتطلب من الله
تعالى ماتروم..فاذا تحقق ما ارادت وجب عليها القيام بما تم ذكره في كل اول أحد من
شهر شعبان من كل سنة...في يوم زكريا..
ان السبب الرئيسي للاحتفال
بهذه الليلة وصوم يوم زكريا هو الايفاء بنذور النساء خاصة اللاتي لا ينجبن
الاطفال الذكور على وجه التحديد وحمل العيد اسم (زكريا) لاقترانه بالنبي زكريا (ع)
الذي نادى ربه طالبا منه ولدا وهو في سن الثانية والتسعين من العمر وزوجته السيدة
ايشاع والتي كانت عاقرا في سن الثامنة والتسعين، وقد لبى الله تعالى نداء زكريا
ورزقه بابنه (يحيى) ، لذا منحت هذه المعجزة النساء العواقر على مر الاجيال والعصور
املا في الانجاب فتشبثن باحياء طقوس يوم زكريا
لوجه الله تعالى والى يومنا هذا ... اعاده الله عليكم اخوتي واخواتي بالصحة
والعافية وتحقيق الاماني ..
24/5/2018
ردحذف