الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

مقهى السيدة  ام كلثوم

 تقع مقهى السيدة  أم كلثوم في منطقة الميدان في قلب المركز التجاري لبغداد ..تعاقب على امتلاك هذا المقهى  وادارته الكثيرون اشهرهم الحاج عبدالغفور النعيمي الموصلي  الذي جاء من الموصل وكأن هناك ما يشده نحو هذا المكان،المكان يشبه النادي الفني الذي يتجمع فيه عشاق ذلك الطرب الذي تربع على ناصية الغناء العربي.. واتشرف باني واخوتي واصدقائي  من رواد هذا المكان في عصره الذهبي ابام كان الجلوس في المقهى له قوانينه الخاصة، غير المعلنة، حيث يبدأ اول استماع الى احدى روائع السيدة ام كلثوم في الساعة العاشرة صباحا وهو موعد مقدس.الالعاب الموجودة في باقي المقاهي محرمة هنا .. مثل الدومينو والطاولي..والكل هنا يعيش مع السيدة ..ومع استكان الشاي الذي يقدمه  الجايجي ابو عباس رحمه الله ...
على مر السنين تجمعت عند ادارة المقهى، افضل التسجيلات واكثرها ندرة، فقد حرص كل من ورث المقهى على الوصول الى ابعد مكان ممكن ان يجد فيه تسجيلاً غير مسموع، حتى يقال ان الحاج عبدالغفور ذهب ذات مرة الى القاهرة وسأل السيدة ام كلثوم نفسها عن تسجيل قديم لاحدى اغانيها، فاهدته من مكتبتها الخاصة ذلك التسجيل، تقديرا له وللمقهى الذي يجمع محبي فنها العريق  ..
زبائن المقهى كانوا حريصين على جوها السحري، بتقديمهم النادر من الصور لسيدة الغناء العربي، وتبادلهم الاخبار والقصص غير المعروفة، عن ام كلثوم وملحنيها العباقرة، وكتاب كلمات اغانيها التي اصبحت كالاساطير، تتناقلها الاجيال بالتبجيل والتقديس..حتى اصبح المقهى وسيلة للتعارف  ورابطا بين مختلف افراد المجتمع الذي يجمعهم عشق اغاني كوكب الشرق ..
في الاونه الاخيرة تغيرت الكثير من  العادات التي كانت تحكم رواد المقهى  حيث  دخلت الدومينو والطاولي الى المقهى  وبدأت اصوات قطع  الدومينو  وصراخ اللاعبيين ينسف متعة الاستماع الامر الذي اثار غضب الزبائن القدماء الذين يحرصون على تقاليد الاستماع التي رسخوها بانفسهم .. لذا فقد هجروا المقهى  بعد ان تعرضت
احد التقاليد الفنية العريقة في المقهى الذي عشقوه  الى التغيير والتبدل، ولكن الذي لايتغير، هو الساعة العاشرة صباحا موعد الاستماع الاول لصوت ام كلثوم باحدى اغانيها الاسطورية من المقهى الذي بلغ عمره قرابة الستين  سنة..
منقول بتصرف

هناك تعليق واحد:

الزواج الاسطوري

  كل فترة تخرج علينا وسائل الاعلام  بالحديث  عن "حفل زواج أسطوري" متناسين ان تاريخنا المجيد  يحدثنا عن عدداً من حفلات الزفاف الأسط...