الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

المس بيل ..صانعة الملوك

(ثق بأني لن اصنع الملوك بعد الان) جملة في رسالة لها الى والدها تبين دورها في بناء الدولة العراقية...يلقبها العراقيون ب الخاتون .ملكة العراق ..صانعة الملوك .  انها المس بيل .. اسمها  الكامل ليثيان جيرترود بيل . الجاسوسة والدبلوماسية البريطانية الاستثنائية التي لعبت دورا سياسيا في البلاد العربية ..مغامرة وكاتبة  وشاعرة وعالمة آثار و لغويات بريطانية واحد اكثر النساء نفوذا خلال فترة العشرينيات واكثرهم قربا من  الملوك.. ولدت في المملكة المتحدة في 14 حزيران 1868 جاءت إلى العراق عام1914 ولعبت دورا بالغ الأهمية في ترتيب أوضاعه بعد الحرب العالمية الأولى.. والعراق مدين لها بتأسيس المتحف العراقي، ووضع اول دليل سياحي وتجاري  للعراق، واعمال اخرى ... عزفت عن الزواج وانكبت على دراسة الشرق بعد مقتل حبيبها، الضابط  في الجيش البريطاني
عملت كمستشارة شرقية للحكومات البريطانية وكانت هي و (لورنس العرب) وراء تنصيب الشريف فيصل ملكا على العراق، وكانت أيضا وراء الثورة العربية الكبرى. عملت في العراق مستشارة للمندوب السامي البريطاني برسي كوكس في العشرينيات من القرن المنصرم. وكانت مهمتها جمع المعلومات عن العشائر ومعرفة اتجاهاتها السياسية ومعرفة الخصومات والكراهيات بين هذه العشائر وكذلك معرفة خصوصياتها الاجتماعية والاقتصادية ومواردها وعلاقاتها و عملت لمدة عشر سنوات بهذه المهمة فكان لها من العلاقات الاجتماعية الواسعة بكل اطياف المجتمع العراقي وفئاته  وكان لها المقدرة ان تتصل بعدد كبير من مختلف الطوائف والديانات والعشائر فجمعت بذلك المعلومات المهمة والمفصلة  التي نشرت على شكل تقارير هامة عن العراق وهي محفوظة لدى دوائر المخابرات والاستخبارات البريطانية .. كما كان منزلها قرب السفارة البريطانية قبلة للسياسيين ووجوه المجتمع العراقي ...
وينسب الى المس بيل ترسيم حدود دولة العراق الحديثة من بين انقاض الامبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الاولى.وذلك عبر دمج الوية  الموصل وبغداد والبصرة التي كانت تحت السيطرة العثمانية في دولة مركزية واحدة
.لها العديد من المؤلفات  التي اصبحت من  المصادر والمراجع المهمة  التي ارخت لفترة مهمة من تاريخ  العراق ويرجع اليها  اغلب الباحثين لما تمتاز به من واقعية ..مثل فصول من تاريخ العراق القريب، والعراق في رسائل المس بيل، فضلاً عن مؤلفات اخرى لم تترجم، ولها دراسات عن الجزيرة العربية الممتدة الى سورية وعن قبائلها واحوالهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ..
توفيت المس بيل  في بغداد في 12 حزيران 1926  وشيعت تشيعا رسميا وشعبيا مهيبا ودفنت في مقبرة الارمن الارثوذكس الواقعة في ساحة الطيران بالباب الشرقي  ببغداد...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...