واحد
من اهم معالم بغداد التراثية عامة وشارع
الرشيد خاصة .. افتتح محل الحاج زبالة في عام 1908..او 1912 على روايتين .. في مدخل جسر الشهداء .. واختص بتقديم شراب
الزبيب، كما كان يقدم الجبن الأبيض ( جبن العرب ) مع الخبز العراقي المميز صباح كل
يوم ليكون وجبة فطور للموظفين والعمال
والطلبة المبكرين إلى مراكز عملهم ودراستهم. سمي المحل بهذا الاسم نسبة إلى صاحبه
الحاج عبد الغفور عبد الصاحب زبالة الذي
لقبته والدته بهذا الاسم دفعا للحسد ولأجل حمايته من أعين الآخرين ..انتقل بعد ذلك
إلى موقعه الحالي في منطقة الحيدرخانة بشارع الرشيد وهو اول محل في العراق يقوم بتصنيع الدوندرمة
في بداية القرن الماضي وكان يسمى زبالة ابو الدوندرمة ولكنه تركها واختص بشربت
الزبيب .. المحل القائم في شارع الرشيد هو المحل الرئيسي اضافة الى فرع آخر تم
افتتاحه في منطقة الكسرة ببغداد ..تزين جدران المحل صور زواره من الحكام والملوك الذين تعاقبوا على
حكم العراق منذ نشأته حيث تعاقب الملوك ورؤساء الحكومات والجمهورية على زيارة
المحل وتذوق العصير الذي يقدمه ومنهم الملك غازي ونوري باشا السعيد، الملكة عالية
والدة الملك فيصل الثاني، والأيوبي والباجه جي و عبد الكريم قاسم و عبد السلام
محمد عارف، وغيرهم ,,اضافة إلى كبار المثقفين والشعراء والكتاب والسياسيين والقضاة
وضباط الجيش العراقي، كونه يجاور مقهى الأدباء (حسن عجمي)، و الزهاوي والرصافي
والبرلمان والبلدية سابقا، والتي كان يرتادها
المثقفين والسياسيين حيث جمع أبناء
الطبقات الراقية والاعتيادية، الفقراء والأغنياء، الحكومة والمعارضة، كلهم كانوا
يحرصون على تذوق العصير و التقاط الصور التذكارية قربه..
تميز المحل باستخدامه الزبيب
الذي يأتي من شمال العراق خاصة من منطقة
خوشناو في أربيل وبعض مناطق السليمانية. حيث يعتبر الاجود لصناعة شربت الزبيب، وفي الاونة الاخيرة تم
ادخال المكننة في تصنيع العصائر بعد أن كانت تتم بشكل يدوي..
كان المحل يعمل بوجبتي عمل حتى الصباح ليتمكن من استقبال المسافرين
ليلا .. وكذلك لتهيئة متطليات جمهور السينمات
والملاهي الليلية التي كانت تعج بها منطقة الميدان القريبة من المحل وكانت
افضل مواسم العمل في الستينات ايام التظاهرات التي كان يشهدها شارع الرشيد حيث كان
يتم التهيؤ لها بوقت مبكر وتحضير كميات كبيرة من العصائر .. وفي الاونة الاخيرة
وبعد غلق شارع الرشيد بوجه السيارات قلت حركة الناس ...واصبح المحل بحاجة ماسة
للتأهيل والصيانة مع مراعاة شكله التراثي ومعماره العريق..ورغم ذلك مازالت الغالبييه العظمى من زبائنه الدائميين
"وانا منهم" تقطع المسافات الطويلة
من اجل شراء " بطل شربت زبيب حجي زباله " خصوصا في شهر رمضان المبارك.. اعاده الله على
الجميع بالصحة والعافية ..
18/5/2018
ردحذف