اشتهرت بغداد ايام الزمن الجميل بكثرة انفاقها والتي لم يعد لها اثرا
حاليا وخصوصا تلك التي كانت شهيرة وتقع في
نهايات وبدايات جسورها العامرة .. ومن اهم الانفاق نفق جسر الشهداء من جهة الرصافة
وهو من اقدم الانفاق يعود الى الثلاثينات
من القرن الماضي وهو يربط بين جانبي الجسر
ويمر الناس عبره دون الحاجة الى عبورالجسر عرضيا .. كانت فيه
ثماني محلات تجارية من ارقى محلات
القرطاسية في بغداد .. وهذا النفق اغلق لفترة طويلة قبل ان يفتتح قبل مده ويشغله حاليا عدد من محلات بيع أدوات الرسم الفنية .. اما من جهة الكرخ فالنفق المارتحت جسر الشهداء
كان يربط بين دائرة التقاعد و جسر
الشهداء ونظرا لقلة استخدامه بالنظر لبعده عن السابله فقد اصبح مرتعا للمتشردين والمتسولين ومكانا للتبول حتى اصبح مقرا للقاذورات .. فتم
اغلاقه ..
في نهاية جسر الصالحية وقريبا
من عمارة حافظ القاضي كان هناك نفق يربط بين جانبي الجسر يحوي على ثمان محلات اختصت بالتجهيزات الرياضية
و..احد محلات تصليح اسلحة الصيد وقد كان
لصديقي الاخ المهندس غالب ابو الهيل محلا
للتجهيزات الرياضية هناك ... هذا النفق
ايضا اغلق واصبح في خبر كان .. في شارع السعدون ومقابل سينما السندباد كان هناك
نفق يختص ببيع الملابس الرجالية .. وبعد التسعينات خفت الحركة التجارية فيه لعزوف الناس عن النزول
الى النفق وعبورهم الشارع عوضا عنه ..وترك اصحاب المحلات محلاتهم واصبح خربة ينام
فيها المشردون والسكارى وممتهنى الدعارة .. وقد القي القبض فيه على مجموعة من
المراهقين المشردين وصغار السن من الجنسين
من مدمني الكبسول والمواد المخدرة والسيكوتين
وهم يمارسون اعمالا غير اخلاقية مما اضطر الدولة انذاك الى اغلاقه ..وكان
هناك نفق شهير في شارع الرشيد .. مقابل جامع مرجان يربط بين سوق التجار والمفروشات
من جهة وبين الشورجة وجامع مرجان من جهة اخرى وجدته قبل اسبوع مطمورا بالاوساخ
والكارتون والقاذورات .. ومثله ايضا كان نفق
في منطقة الميدان قرب جامع الاحمدي
وايضا اغلق .. وكذلك نفق في منطقة الاعظمية قرب سينما ومسرح دار السلام ..
من الانفاق الضخمة في بغداد كان
نفق الرصافي وكان يربط بين اطراف الساحة الاربعة وكان يحتوي العشرات من المحلات للملابس
الرجالية والنسائية والاحذية وذلك لقربه
من عمارة الرصافي والمتخصصه في مثل هكذا مجال ..
هذا النفق سرقت اسيجته الحديدية مؤخرا
مما اضطر امانة بغداد الى وضع ابواب دفترية اسفل مدرجاته
واحكمت اغلاقه الى اشعار آخر .. ومسك الختام نفق ساحة التحرير .. اجمل
انفاق بغداد واكثرها رقيا .. كانت فيه مكاتب للسفر والسياحة ومكتبا للخطوط الجوية
ومكتب حجز القطارات وعدد من المحال والصالونات الراقية ومحلات ومختبرات التصوير والملابس والجلود
اضافة الى الباعة المتجولين ..وهو مكشوف ويحتوي على متنزه وحدائق جميلة ومطاعم
شعبية اضافة الى عدد كبير من الحمامات
والمرافق الصحية .. ويتم الوصول اليه عبر منظومة من السلالم الكهربائية .وانفاق
مغلفة من المرمر . ولكنها تعطلت جميعا بسبب سوء الاستخدام والتخريب المتعمد من
ضعاف النفوس .. وهجر بعد عام 2003 بعد ان اصبح مأوى للمتشردين والسكارى .. وكانت
هناك محاولات جادة قبل سنوات لاحياء النفق
لاعادة النشاط وتم عرض محلاته
للايجار. واتخذ كمخازن ...ولكن الظروف
الامنية وخوف الناس من مكانه المنعزل وكثرة عصابات السرقة والسلب والقتل في تلك
المنطقة افشل هذه الخطوة فاغلق من جديد ..
وكما فشلت الانفاق فقد فشلت
الجسور المخصصة للمشاة والتي ملأت بغداد في الثمانينات ودمرت سلالمها الكهربائية ومن اشهرها جسور المشاة في الباب المعظم التي اصبحت خرائب وبدأت الناس
تعزف عن استخدامها.. ورفعت قبل سنوات عند البدء بتنفيذ انفاق السيارات
الجديدة .. وكذلك جسر الشورجة وجسر العلاوي
وجسر مستشفى اليرموك ..
وحتى ننهي الموضوع كانت هناك انفاق بسيطة في تصميمها رائعة في وظيفتها.. يقارب عددها السبعة او اقل
او اكثر تقع ما بين ساحة النسور الى نفق
الشرطة وذلك لتسهيل العبور بين طرفي
الشارع الذي يمتاز بكونه اعلى من مستوى الدور السكنية خصوصا في منطقة المأمون ..
ومن اشهر هذه الانفاق النفق الذي يقع بالقرب من سوق غازي الشهير والذي فيه محلات
سهام العبيدي وسيد الحليب والعديد من المحلات الاخرى والتي اصبحت واحدة من اهم
محطات التسوق في بغداد...
في قناعتي الشخصية ان السبب الرئيس لغلق الانفاق هو قلة عمليات
الصيانه على البنية التحتية و طفح وارتفاع المجاري وامتلاء هذه الانفاق بالقاذورات حتى اصبح
المرور عبرها مستحيلا واذا ما عبرت فعليك
وضع كمامات مضادة للروائح .. وكذلك استخدامها من قبل السكارى والمتشردين ومروجي
الحبوب المخدرة كمكان للمبيت .. وهناك
ايضا سبب مهم لا يمكن اغفالهم وهو الظرف الامني والخوف من استخدام الانفاق في
عمليات الاختطاف والقتل والتفجيرات وهو ما
حصل في انفجار نفق ساحة النسور قبل سنوات
..واهم شي ..واكرر اهم شي الوعي والثقافة العامة للناس حيث تراهم يعزفون عن
استخدام الانفاق والجسور ويعبرون من بين
السيارات .والمشكلة الاكبر هو عدم الاحساس بالمسؤولية والعبث بالاموال العامة ورمي
المخلفات والازبال في هذه الانفاق وما
موجود حاليا في نفق الشورجة بشارع الرشيد دليل على قولي . ويبدو اننا في حاجة الى
اعادة تثقيف بهذا الاتجاه ...
12/3/2018
ردحذف