الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

مكي البدري .. الرجل الطيب

رحل  الحارس الملاك .. رحل الرجل الطيب الخجول .. رحل الصديق مكي البدري .. كان زبوني الدائم كان يشتري القطيفة ليحمل الفرح للناس ويصنع منها اجمل علب الهدايا والمصوغات الذهبيه .. 
ولد الفنان مكي البدري في مدينة العمارة بمحافظة ميسان  عام 1925 ينتمي الى عائلة مندائية اشتهر رجالاتها بكونهم علماء دين ... كان آ خرهم والده  الشيخ كميت والذي ذاعت شهرته بين شهرته بين الناس لتقواه وورعه ونزاهته..اكمل دراسته الابتدائية والثانوية في العمارة ثم دخل دورة تربويه  عين بعدها على الملاك الدائم كمدرس نقل بعدها الى قضاء جصان ثم بدرة . ثم الى ثانوية الحي  وبعدها الى ثانوية الكوت ثم الى بغداد  .. كانت المدارس مركز نشاطه الفني  وهذا ما دفعه للانتساب  الى معهد الفنون الجميلة  واكمل دراسته فيه عام 1960.. عمل مسؤولاً لقسم التمثيل بالنشاط المدرسي في وزارة التربية . شارك بعدة فرق مسرحية منها.. الشعلة .. الطليعة، والمسرح الجمهوري، وفرقة مسرح اليوم، ولم ينتم الى الفرقة القومية للتمثيل لأسباب سياسية وهي اتهامه السخيف  بالشيوعيه ..اهم دور لعبه على المسرح هو في مسرحية "فوانيس" لطه سالم ضمن إنتاجات فرقة مسرح اليوم.. وقام بتمثيل عدة ادوار في التلفزيون من بداية الستينيات. وشارك بعدة أفلام سينمائية منها القطار ساعة ٧ من اخراج وليم سايمون، وفلم الحارس لخليل شوقي، وفلم البيوت في ذلك الزقاق للمخرج لقاسم حول..كما شارك في العديد من الاعمال التلفزيونية اشهرها عالم الست وهيبة  وحكايات المدن الثلاث  وحكاية من الزمن الصعب ..
يعد من الفنانين الرواد الكبار اعتزل الفن عام 1997 ولم يشترك في عمل تلفزيوني او مسرحي ما عدا عمل مسرحي مع المخرج محسن العزاوي في مسرحية (انتبه.. قد يحدث لك هذا) عام 2010.. وما زال الفنانون يذكرون له مسرحية (فوانيس) التي قدمها عام 1967 وكان فيها نوع من الغرابة ، وكذلك فيلم (الحارس) الذي ادى فيه دور البطولة وقد اثار انتباه المشاهدين وكتبت عنه الصحف كثيرا وحاز جائزة مهرجان قرطاج في تونس ، واصبح علامة فارقة في تاريخ السينما في العراق .
 اشتهر الفنان البدري بهواياته العديدة مثل عزفه على العود والرسم واتقانه الصناعات اليدوية كصنع المطرزات والخرازة ( أعمال الخوص ) ويعد من أفضل صناع علب الهدايا في العراق فضلاً عن الديكور لمحلات الصاغة..
 اتهمته سلطات النظام السابق  بالشيوعية  ورفض طلب انتمائه الى  الفرقة القومية للتمثيل لاكثر من مرة   مما دفعه خصوصا بعد وفاة رفيقة عمره  الى مغادرة العراق الى السويد  وكان يتنقل بين مدينة  مالمو وبين مدينة غوتنبيرغ حيث يعيش اولاده ..واخر نشاطاته هو حضوره كضيف شرف في  مهرجان مالمو  للسينما العربية ...
توفي يوم الخميس الماضي المصادف 8/5/2014 في المستشفى المركزي لمدينة يوتوبوري (غوتنبيرغ) السويدية ، حيث يقيم فيها احد ابنائه الثلاثة ، بسبب الشيخوخة والمرض عن 89 عاماً.. رحمك الله ايها الطيب ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...