الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

المدرسة المستنصرية

المستنصرية مدرسة عريقة أسست في زمن العباسيين في بغداد عام 1233 على يد الخليفة المستنصر بالله، وكانت مركزا علميا وثقافيا هاما. تقع في جهة الرصافة من بغداد. قرب جسر الشهداء حاليا وبجانب جامع الاصفية ..
شيدت "المستنصرية" على مساحة 4836 متراً مربعاً تطل على شاطئ نهر دجلة  بالقرب من المدرسة النظامية، وكانت تتوسط المدرسة نافورة كبيرة فيها ساعة المدرسة المستنصرية العجيبة، وهي ساعة عجيبة غريبة تعد شاهداً على تقدم العلم عند العرب في تلك الحقبة من الزمن تعلن أوقات الصلاة على مدار اليوم.
وتتألف المدرسة من طابقين شيدت فيهما مائة غرفة بين كبيرة وصغيرة إضافة إلى الاواوين والقاعات.وكانت تضم مكتبة  زاخرة باعداد ضخمة من المجلدات النفيسة والكتب النادرة. وبلغ تعدادها 450 الفا وتعد مرجعاً للطلاب.و مقصدا للعلماء والفقهاء الذين ترددوا عليها وافادوا من كنوزها العلمية والأدبية نحو قرنين من الزمن. وقد نقل اليها ما يقدر بـ80 الف مجلد من نفائس الكتب ومن مختلف العلوم والمعارف ..
يتم اختيار الطلاب من المدارس المختلفة ومن الذين اشتهروا بالتأليف والتصنيف والتدريس من مختلف المدن العراقية والبلدان الإسلامية كالأندلس ومصر والشام وأصفهان وخراسان...مدة الدراسة في المستنصرية عشرة اعوام وتضم اقسام علوم القرآن والسنة النبوية والمذاهب الفقهية والنحو والفرائض والتركات ومنافع الحيوان والفلسفة والرياضيات والصيدلة والطب وعلم الصحة، وبعد انتهاء الدراسة يمنح الطالب شهادة التخرج التي تؤهله التوظف في دواوين الدولة.
ظل التدريس قائما في الجامعة المستنصرية أربعة قرون منذ ان أفتتحت في سنة (631 هـ/1233م) حتى سنة (1048 هـ/1638م)، وان تخلل ذلك فترات انقطاع، اهمها  أثناء الاحتلال المغولي لبغداد حيث هجر بغداد عدد كبير من العلماء إلى مصر والشام وغيرها من البلاد الإسلامية، وفقدت المستنصرية في هذه الهجمة الشرسة مكتبتها العامرة، وأفتتحت للدراسة من جديد عام (998 هـ/1589م)، ولكن عادت وأغلقت أبوابها عام (1048 هـ/1638م)، ومن ثم فتحت مدرسة الآصفية في مكانها، وكانت مدرسة الآصفية من مرافق المدرسة المستنصرية، وجدد عمارتها الوزير داود باشا والي بغداد في عام (1242 هـ/ 1826م)، وسميت بالآصفية نسبة إلى داود باشا الملقب بآصف الزمان.
استعادت دائرة الآثار العراقية ملكية المدرسة المستنصرية عام 1940م.واجرت عليها عدة عمليات صيانة  كان آخرها  في 1973م. تعتبر من اهم المعالم التاريخية والسياحية لبغداد الحبيبة ويؤمها اعداد كبيرة من السياح في كل عام  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...