شذرات في ذكرى الحبيب المصطفى

عذرا رسول الله .. عذرا حبيب الله  ان مررنا بشذرات من سيرتك العطرة في هذه العجاله .. فسيرتك بحر الجود وفيض الندى يا من نقل البشرية من ظلمات الجهل  الى نور الحق وكلمة الله ..الذي لا اله غيره ..

 هو سيدي ومولاي وخير الاولين والاخرين .. مولاي ومولى الثقلين  ابو القاسم  محمد بن عبدالله ابن عبدالمطلب ابن هاشم ابن عبد مناف ابن قصي ابن كلاب ابن مرة ابن كعب ابن لؤي ابن غالب ابن فهر ابن مالك ابن النضر ابن كنانة ابن خزيمة ابن مدركة ابن الياس ابن مضر ابن نزار ابن عدنان.. امه السيدة امنة بنت وهب .. رضي الله عنها ...يرى المسلمون عموما ومحبو آهل بيت النبوة خصوصا بأن النبي محمد ابن عبدالله ابن عبدالمطلب النبي الأمي الهاشمي هو خاتم الأنبياء وسيدهم وأفضلهم وأعلمهم وأكرمهم وأشجعهم وأتقاهم وأزهدهم ، وأنه معصوم عن الخطأ والسهو والنسيان والخطيئة سواء في الأمورالدينية أو الدنيوية ، منذُ ولادته حتى ساعة وفاته ..و يعتقد محبو ا محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنه ماترك واجباً أمره الله به إلا وفعله ، وكان بعيدا ليس عن الحرام فقط بل حتى عن المكروهات ..ولم يكن صلى الله عليه وآله وسلم متعبداً بشريعة غيره من الأنبياء (ع) كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى (ع) لأنه كان نبياً في علم الله وآدم بين الماء والطين ، وله معاجز كثيره منها انشقاق القمر وتسبيح الحصى في كفه والقرآن الكريم الذي هو معجزته الخالدة ، وهو الذي بين أيدي المسلمين جميعا وعلى  اختلاف مذابهم ومشاربهم وفرقهم  من دون زيادة ولا نقصان ..
حسب روايات اهل بيت النبوة فان  مولده الشريف  صلى الله عليه وآله وسلم كان يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول عند طلوع الفجر عام الفيل سنة 570 م في مكة المعظمة في الدار المعروفة بدار محمد بن يوسف ، والتي اصبحت  بعد ذلك مسجداً وهي الان  مكتبة..فيما يميل الاخوان من جمهور السنة الى القول بولادته صلى الله عليه وسلم في  اليوم الثاني عشر من الشهر نفسه..

توفى والده عبد الله  قبل ولادته واوكلت رعاية ورضاعة  رسول الله بعد ولادته  الى السيدة حليمة السعدية في البادية حيث عادت به في السنة الرابعة من ولادته ، وقيل السنة السادسة إلى امه ، وفي السنة السادسة خرجت أمه إلى أخواله من بني النجار بالمدينة المنورة لتزورهم ، فلما رجعت بهِ توفيت بالأبواء بين مكة والمدينة فكفله جده عبدالمطلب (رض) حتى  وفاته في السنة الثامنة من مولده فقام بكفالته  عمه أبو طالب (رض) حتى توفي في السنة العاشرة للمبعث الشريف...

بعث سيدنا وحبيب رب العالمين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله  بالرسالة في السابع والعشرين من رجب على المشهور وعمره الشريف أربعون سنة عندما كان يتعبد في غارحراء ..
وقد أسريَ به صلى الله عليه وسلم  ليلة السابع والعشرين من رجب ايضاً قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا ومكث صلى الله عليه وآله  وسلم  عشر سنوات في مكة المكرمة وهو يدعو قومه ، حتى أذن الله تعالى له بالهجرة الى يثرب( المدينة المنورة ) ، فأشرقت به أرجاؤها الزكية وتلقاه الأنصار ، ونزل بقباء وأسس مسجده على التقوى .
واصل صلى الله عليه وآله  وسلم  دعوته في المدينة لمدة ثلاث عشرة سنة ، وكانت هناك غزوات وسرايا ، أشهرها غزوة بدر الكبرى ، حيث كان انتصار المسلمين الأول الذي ثبتَ اركان الدولة الإسلامية الفتية ، ثم تلتها غزوة أحد ثم غزوة بني النضير ، ثم ذات الرقاع ، ثم دومة الجندل ، ثم الخندق ، ثم غزوة الحديبية ، ثم فتح مكة المكرمة في شهر رمضان المبارك سنة ثمان للهجرة وأخيراً غزوة حنين وقد تخللت تلك الغزوات غزوات وسرايا كثيرة..
للرسول صلى الله عليه وآله  وسلم  عدد من الاولاد ماتوا جميعهم عدا السيدة  فاطمة الزهراء سلام الله عليها التي تزوجت من ابن عمها الامام علي بن ابي طالب عليه السلام  وتوفيت  بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم  بخمسة وسبعين يوماً على اشهر الروايات  .. وللرسول الاعظم  سبطين هما سيدا شباب اهل الجنة الحسن والحسين عليهم السلام ..
وللرسول الاعظم  صلى الله عليه وآله  وسلم  خصائص كثيرة ، منها زواجه بتسعِ نساء اختص بها وحده دون أمته ، ولهذه الزيجات  حكم كثيرة ، لا يسع المقام لذكرها .
بشكل عام عاش صلى الله عليه وآله  وسلم  ثلاثاً وستين عاما .. منها ست سنوات مع أمه  السيدة آمنة بنت وهب  (رض) وثمان سنوات مع جده عبدالمطلب (رض) وأثنين وأربعين سنة مع عمه أبي طالب (رض) منها سبع عشر سنة في بيته وخمس وعشرين سنة في بيت زوجته الأولى خديجة (رض) وبقي بعد عمه في مكة ثلاث سنوات وفي المدينة المنورة عشر سنوات...
توفي صلى الله عليه وآله  وسلم  في الثامن والعشرين من شهر صفر من سنة إحدى عشرة للهجرة الشريفة ، على إثر السم الذي دسته امرأة يهودية له في الطعام وهي كتف شاه قبل ثلاث سنوات من وفاته  ، وكانت تأتيه الحمى من أثر السم بين الفينةِ والأخرى حتى اشتدت الحمى به في الحادي والعشرين من شهر صفر ، ومرقده الشريف في المدينة المنورة في بيته (ص) وحالياً في المسجد النبوي الشريف... ويتشرف بزيارته والوقوف بين يديه المسلمين من مشارق الارض ومغاربها ... رزقنا الله واياكم  زيارة  الروضة الشريفة لسيدنا المصطفى  في الدنيا .. وانالنا شفاعته في الاخرة .. انه سميع مجيب الدعاء ..و عذرا سيدي .. عذرا حبيبي يا رسول الله من كل قصور في ديننا ودنيانا ..