فلم الرسالة ..

ربما لا يعلم الكثير  ان فلم الرسالة .. الفلم الخالد ..اشهر الافلام التاريخية والتي تحدثت عن قصة الرسالة الاسلامية المحمدية .. مازال ممنوعا من العرض في العديد من محطات التلفزيون الرسمية رغم عرضه في القنوات الفضائية وانتشاره عبر افلام الفديو كاسيت والاقراص المدمجة في كل انحاء العالم ... حيث اعتبر "فلما جريئا طرح قضايا خلافية كانت تعد من المسكوت عنها"...

على العموم ...طول الفلم3 ساعات و18 دقيقة .. وكان اول عرض للفلم  في9 آذار  1976والفلم من انتاج واخراج المخرج الامريكي  السوري الاصل مصطفى العقاد..والذي قدمه في نسختين  نسختين واحدة بالعربية من بطولة عبد الله غيث  ومنى واصف وأخرى بالإنجليزية من بطولة أنطوني كوين وأيرين باباس...كتب السيناريو السيناريست الإيرلندي الشهير هاري كرايغ بالتعاون مع عبد الحميد جودة السحار - توفيق الحكيم - عبد الرحمن الشرقاوي - محمد علي ماهر ..

كان التحدي الاساس في الفلم هو صعوبة ايجاد  شخصية محورية في الفلم تمثل صورة البطل للمشاهد خاصة للمشاهد الغربي  المدمن على صورة البطل في الافلام   ... لذا تم اختيار شخصية  حمزة  والذي ترك فراغا واضحا في نفس المشاهد وفي الفلم  بعد مشهد استشهاده في معركة احد ...

الغريب  أن ملف فيلم الرسالة ما زال يراوح في ادراج  الرقابة ..ومازالت العديد من التلفزيونات الرسمية العربية تمنع عرضه حيث واجه الفلم العديد من الاعتراضات ..الأزهر الذي وافق على سيناريو الفيلم في نهاية السبعينيات من القرن الماضي واعتبر أن العشرة المبشرون بالجنة هم فقط  المحظور تجسيدهم في الأفلام السينمائية .. عاد ليتراجع عن موافقته واعتبر ان حمزة  عم النبي من اهل الجنه ولا يجوز تجسيد دوره ... ويؤكد رئيس الرقابة المركزية على المصنفات الفنية السمعية والبصرية في مصر: أن إدارته طلبت من الأزهر التصريح بعرض فيلم الرسالة بنسختيه العربية والإنجليزية بعد 22 سنة من حظره في مصر ... وقامت القناة المصرية الاولى مؤخرا بعرض الفلم ..

المملكة العربية السعودية كانت ومازالت اكثر المعارضين للفلم .. حيث دفعها ما اعتبرته  " جرأة الفيلم وطرحه لقضايا خلافية كانت تعد من المسكوت عنها "  الى بذل كل الجهود وبضغوط من المؤسسة الدينية السعودية من اجل ايقاف الفلم منذ  مراحله الاولى للتصوير في المغرب  ... هذه الضغوط نجحت في التأثير على موقف المغرب    وانسحابها من مشروع الفلم  والغاء موافقات التصوير في الاراضي المغربية  مما اضطر فريق عمل فيلم الرسالة إلي تكملة الفيلم في  الصحراء الليبية. وخاصة في مدينة سبها في قلب صحراء الجنوب الليبي والتي تم فيها تصوير  معركتي بدر وأُحد فيما تم تصوير باقي المشاهد في ضواحي العاصمة الليبية طرابلس ..

بلغت تكلفة إنتاج الفيلم للنسختين العربية والأجنبية حوالي 15  مليون  دولار أمريكي  مولتها  الكويت و المغرب و ليبيا وحققت النسخة الأجنبية وحدها أرباحاً تقدر بأكثر من 10 أضعاف هذا المبلغ.. وتم تكريم المخرج العالمي مصطفى العقاد في أكثر من مهرجان في دمشق وحلب وتم تسمية جائزة خاصة باسمه في مهرجان دمشق السينمائي الدولي.. فيما رشح  الموسيقار الفرنسي موريس جار لجائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية عن هذا الفلم.. ومازال هذا الفلم ولحد الان الفلم التاريخي رقم واحد والذي ارخ لمرحلة مهمة من مراحل الدعوة الاسلامية كما ساهم هذا الفلم بايصال معاني الرسالة الاسلامية الى المشاهد الغربي باسلوب من الصعب ان يتكرر ..