السبت، 17 يونيو 2017

ادريس محمد جماع

إن حظي كدٓقيقٍ فوقٓ شوكٍ نثروه

ثم قالوا لِحُفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه

عَظِم الأمرُ عليهم ثم قالوا اتركوه

أن من أشقاهُ ربي كيف أنتم تُسعدوه

ابيات شهيرة ... طرزت دفاترالعراقيين  واوراق عشقهم  وذكريات  ايام صباهم ومراهقتهم    وكانت شعارا لرسائل الحب الملتهبة  دون ان يعرفوا  او يهتموا  لشاعرها الذي اوصله الشعر الى    الجنون .. .. انه شاعر التأمل والحب والجمال والحكمة..إدريس محمد جَمّاع... شاعر من السودان  له العديد من القصائد المشهورة ادرج بعضها في مناهج التربية وتغني بها العديد من المطربين ...ولد في الخرطوم  السودان عام 1922 . وهاجر إلى مصر عام 1947 ليدرس في جامعة القاهرة حيث حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية 1951 م..وبدأ حياته المهنية في التدريس  بالمدارس السودانية  من عام 1952...
ما يميّز الشاعر جمّاع هو إحساسه الدافق بالإنسانية وشعوره بالناس من حوله وهذا مالم تتحمله نفسيته المرهفة  فاصيب بامراض نفسيه وانفصام الشخصية .. حيث قامت الحكومة السودانية حينها  بارساله الى لندن  للعلاج .عاد بعدها الى السودان دون أن تتحسن حالته الصحية ليودع في مستشفى الامراض العصبية والعقلية  بالخرطوم ..
طبع ديوانه  «لحظات باقية» لثلاث مرات  في القاهرة .. حيث قام بعض اصدقائه وأقاربه بجمع قصائده  وذلك  بسبب ظروفه الصحية.. من الطرائف انه وحين ارساله الى لندن للعلاج  رأى في المطار اﻣﺮأﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ برفقة زوجها ..ﻓﺄﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ والزوج يحاول أن ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻓﺄﻧﺸﺪ ﻳﻘﻮﻝ..

أعَلى ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺗﻐﺎﺭُ ﻣِﻨّﺎ

ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﺫْ ﻧﻈﺮﻧﺎ

ﻫﻲَ ﻧﻈﺮﺓٌ ﺗُﻨﺴِﻲ ﺍﻟﻮَﻗﺎﺭَ

ﻭﺗُﺴﻌِﺪ ﺍﻟﺮّﻭﺡَ ﺍﻟﻤُﻌنَّى

ﺩﻧﻴﺎﻱ ﺃﻧتِ ﻭﻓﺮﺣﺘﻲ

ﻭﻣُنَى ﺍﻟﻔﺆﺍﺩِ ﺇﺫﺍ ﺗَﻤنَّى

ﺃﻧتِ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀُ ﺑَﺪَﺕ ﻟﻨﺎ

ﻭاﺳﺘﻌﺼﻤﺖ ﺑﺎﻟﺒُﻌﺪِ ﻋنَّا

وعندما وصلت الحادثة الى اسماع  اﻷديب عباس محمود العقاد رحمه الله وعرف ان صاحبها ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸفى ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ..قاﻝ : ﻫذا ﻣﻜﺎﻧﻪ ، ﻷﻥ ﻫﺬﺍ الكلام ﻻ يستطيعه ذوو الفكر
ﻭفي المستشفى في لندن أُﻋﺠﺐ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻣﻤﺮﺿﺘﻪ ، ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﻣﺪﻳﺮ المستشفى ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻔﻌﻠﺖ ، ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﺃﻧﺸﺪ...

وﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ الغمدِ ﻻ ﺗُﺨشَى مضاربُه

ﻭﺳﻴﻒُ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﺑﺘّﺎﺭُ

ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗـُﺮﺟﻢ البيت ﻟلمممرضة الانكليزية ... ﺑﻜﺖ....ﻭﺻُﻨﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ كابلغ ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ..
وبعد معاناة كبيرة  مع حالتة النفسية والعقلية المتأزمة .. توفي الشاعر  ادريس محمد جماع في الخرطوم عام 1968 ...

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...