الدكتور خالد ناجي... واول عيادة شعبية في العراق

بعد ان اصبحت كشفية الطبيب معيارا لكفائته .. وبعد ان اصبح من تجاوزت كشفيته ال 40 الف دينار  من احسن الاطباء . لا بد ان نتذكر ونترحم على بعض الاطباء الاوائل ممن عاشوا وماتوا وعهد ابوقراط في عنقهم والرحمة والانسانية ديدنهم ..

الدكتور خالد ناجي ..استشاري الجراحة العامة وشيخ الجراحين العراقيين.. ابتكر العديد من الطرق لعلاج الحروق والأكياس المائيه وسقوط الشرج وسرطان الثدي وزرع الغده الدرقيه اللسانيه بالبطن وزار العديد من المراكز الطبيه وحاضر فيها ونال العديد من الجوائز والشهادات الفخريه. وله طريقة متميزة في علاج الحروق سميت باسم ( طريقة الجلد المثروم ) قدمها الى ارقى الجامعات البريطانية  وقد استعملتها بريطانيا في معالجة المصابين في حرب ( الفوكلاند ) عام 1982

ولد الدكتور خالد ناجي في منطقة رأس القرية بشارع الرشيد في ببغداد عام1923. اكمل  دراسته في مدرسة العوينة الابتدائية ثم الثانوية المركزية وحصل على التسريع في مرحلة المتوسطة بدمج الصفين الثاني والثالث..لذا كان أصغر المتخرجين من الكلية الطبية عام 1945 حيث كان عمره 22 سنة. حصل على  الماجستير في الجراحة عام 1948. وأصبح استاذاً مساعداً في كلية الطب عام 1948 وهوفي سن الخامسة والعشرين ,نال لقب الاختصاص في الجراحة العامة سنة 1949والتحق بردهة الجراحة عامة في المستشفى الملكي وأمضى فيها 25 سنة ثم انتقل الى مدينة الطب الطابق الثالث وأشرف عليه لمدة عشرة سنوات...نال درجة الأستاذيه عام 1966

ما تميز به هو حبه لبلده الذي فاق الوصف حيث كان الوحيد من أقرانه الذين سنحت لهم الفرصه الدراسه والتدريب خارج العراق ولكنه لم يفعل .. حصل على  فرص ثمينه للتدريب وملازمة العديد من اساتذة الكليه الطبيه الأجانب من عباقرة الجراحه المشهورين والذين تم استقدامهم للتدريس من المملكه المتحده حيث عمل مع الدكتور روجرز لمدة أربعة سنوات، ومع الدكتور وردل لمدة ستة سنوات، وتحت إدارة الدكتور هاشم الوتري لمدة ثماني سنوات. وعاش ومات ولم يعمل في أي مستشفى او مؤسسة طبيه او تعليمية  خارج العراق كجراح او طبيب ..وبقي كذلك  حتى احالته على التقاعد.

قدم أكثر من أربعين بحثاً أصيلاً في مختلف الامراض والعمليات الجراحية وهو أول طبيب عراقي ينشر في مجلة اللانست عن  الطريقة البغدادية في علاج الحروق والاكياس المائية كما أسس متحفا خاصا به يشمل جميع الأبحاث والأعمال التي قام بها وأنجزها مع الآلاف الشرائح النسيجية والصور الشعاعية وكان عضوا في اتحاد المؤرخين العرب سنة 1975.كما كلف من قبل ديوان رئاسة الجمهورية سنة 1997 برئاسة لجنة تشرف على كل كليات الطب في العراق وتقدم المقترحات لتطوير العمل فيها..

 أسس مع أخيه الدكتور اسماعيل ناجي العيادة الشعبية الطبية سنة 1948 والتي استمرت بالعمل حتى سنة 1958 .. وهذه العيادة كانت  عبارة عن مؤسسة طبية فيها العلاج شبه مجاني حيث يدفع المنتسب للعيادة مبلغ  150 فلساً شهريا مقابل فحوص ومعالجة مجانية لنفسه ولعائلته واذا اقتضت احالة المريض الى الاطباء الاخصائيين فأن هؤلاء الاطباء يتقاضوا من المريض نصف ما يتقاضوه من باقي المرضى وكانت العيادة تشمل كل الاختصاصات  مثل الجراحة والعيون والانف والاذن والحنجرة كما ان للعيادة الشعبية مختبر للتحاليل المرضية .. وكانت العيادة تقوم باجراء عملية الختان والتلقيح ضد الاوبئة كالجدري والتيفوئيد والكوليرا مجانا ..

اضافة الى الطب  والتاريخ فقد كان الدكتور خالد ناجي رياضيا ..مارس ألعابا كثيرة منها لعبة الغولف، والسباحة، والتنس ،وتسلق الجبال وكان رئيسا لنادي الغولف العراقي سنة 1966 وكان من رواد نادي العلوية والجمعية البغدادية وعرف بين الناس انه من هواة الزهور

توفي الدكتور خالد ناجي في العاصمة الاردنية عمان يوم 5/4/2008