الشربت والعصائر والمشروبات الغازية والدوندرمة اكثر ما يحتاجه الانسان وقت الصيف عند ارتفاع درجة الحرارة ..من اشهر مرطبات الصيف في بغداد ايام زمان .النامليت ابو الدعبلة والسيفون والدوندرمة…. ولم يكن العراقيون يعرفون من المشروبات الغازية غير " الصودا والنامليت " اللتين كان ينتجهما معمل عبد علي الهندي في نهاية محلة الفحامة بالكرخ قرب مرقد الشيخ معروف الكرخي ... كان النامليت اما ابيض صرف وهو ما يعرف اليوم بالصودا .. او بلون وطعم الازبري وايضا بطعم ولون البرتقال ..وكانت القنينة تغلق فتحتها كوة زجاجية تسمى ( دعبلة) وعلى الشارب ان يضغط عليها بأصبعه حتى تدخل الفوهة ليسهل الشرب.. وكثيرا ماكانت القنينة تنكسر عند دفع الدعبلة حيث يكثر ضغط الهواء وتجرح اليد وتسيل الدماء .. ، هذه المرطبات لم تكن مبردة فالثلج كان نادرا ولا يباع الا في شهر رمضان للترويح عن الصائمين. وفي نهاية العشرينيات وبعد انتشارانتاج الثلج بدأ تبريد المشروبات الغازية ..وكذلك الشربت واللبن الشنينة ..
وفي اواسط العشرينيات ظهر الى السوق شراب السيفون ، ففي ساحة الشورجة
مقابل جامع مرجان افتتح اول دكان لبيع الصودا والسيفون مجتمعا ، ومن انواع السيفون
نوع يسمى الحنجر طعمه يشبه طعم الدارسين..
وانتشر شربت الزبيب وكانت احسن انواعه تباع في نهاية سوق السراي قرب المحاكم حيث كانت اكياس الماعز معلقة يقطر منها عصير الزبيب
والذي يباع مع المريس والجبن الكردي خاصة لمن لم يفطر في بيته.. كما انتشرت انواع
اخرى من المشروبات ومنها البلنكو وهو بذور الريحان المنقوعه في الماء وكانت تباع في المناطق القريبة من الشورجة ..
بعد قصف دمشق بالقنابل سنة 1924 جاء الى بغداد اشهر صناع المرطبات ومنهم( الحجي خيرو) وهو
حلبي مختص بصنع الشربت وهو اول من صنع وباع شربت اللوز في بغداد وكان محله مجاورا
لمدرسة شماس ومقهى حسن عجمي ... وكذلك ( عبدو الشامي ) صانع الدوندرمة الشامية الشهير
والتي تسمى البوضة ودكانه في باب الاغا مجاور حمام كجو ، وبقى عدة سنين في بغداد ...
ومع انتشار انتاج الثلح
ازداد انتاج الدوندرمة وبدأ في بغداد
صنع براميل الثلج الخشبية وقدور
الدوندرمة والتي تصنع من الفافون حيث توضع
قطع الثلج بين القدر الفافوني وبين جدار البرميل مع اضافة كمية كبيرة من الملح
الخشن الى الثلج لزيادة صلابته وزيادة سرعة انجماده ، وتباع بعدئذ بمواعين صغيرة ،
وكانت الدوندرمة تعمل اما من عصير البرتقال او البطيخ او صبغة الروزبري او اي صبغة اخرى ... اما الدوندرمة من الحليب ،
فكانت صناعتها اشق ، لانها تحتاج الى سحلب وتيهان او ما يسمى الثعلبية وذلك لاعطائها المطاطية.. لذلك تباع بسعر اعلى
..
ومن اشهر صانعي الدوندرمة في الكرخ الحاج (زبالة) ودكانه في محلة
الشيخ بشار ثم انتقل الى جانب الرصافة بجوار مقهى حسن عجمي حيث ضرب بها المثل
وقيل دوندرمة زبالة ...قبل ان يتحول الى
صناعة شربت الزبيب والذي اصبح يقدم اشهر شربت زبيب في العراق منذ ذلك الزمن ولحد
الان .. وقد تحدثنا عنه في شذرة سابقة .. صانع الدوندرمه الآخر والمميز أسمه (
كوسج) ودكانه بجانب جامع الشواف في اعلى الجسر بالقرب من حمام الجسر الذي اصبح
الان ضمن ساحة الشهداء ... وما زال هذا النوع من الدوندرمة موجود لحد الان بشكل
محدود وخاصة في شارع الرشيد مقابل سوق الصفافير وفي الكاظمية والباب الشرقي .. حيث تقدم مع الشعرية والازبري ..
اما الدوندرمة ام العودة ، فجاءت متأخرة واول من انزلها الى السوق
شركة (لاكي ستيك) وسميت بهذا الاسم ..وكان باعتها ينادون لاكي ستيك عالكهرباء ...
اما الدوندرمة التي تصنع بالعلب الفنية المستوردة فقد وصلت في نهاية
العشرينيات وبداية الثلاثينات وكانت تباع
في محلات ( اورزدي باك ) و ( حسو اخوان ) وبقية المغازات ( المحلات ) الاخرى وفي
هذه الاسواق كانت تباع ايضا عصائر المشمش والقمر الدين و الاسكنجبيل و عصير القداح
و عصير الرمان وكانت تباع بأقداح ، ثم بدأاستيراد قناني الشربت من خارج العراق على
اختلاف انواعه ومذاقه..
14/6/2018
ردحذف