الأحد، 18 يونيو 2017

ام الباگله


قبل ايام واثناء نشري للشذرة المتعلقة بالمصور محيي عارف  ومن مجموعة الصور التي التقطتها عدسته اعجبتني صورة ام الباگله .. هذه المكافحة  النسائية والتي انقرضت تقريبا في الزمن الحاضر وكانت تمثل صورة جميلة من الموروث الشعبي العراقي ..
 ام الباگله او الباجله  بائعة عراقية تراثية تبيع ما تطبخه من باقلاء في المناطق الشعبية في الازقة والدرابين  حيث تفترش الارض واضعة امامها قدر الباقلاء والذي يكون احيانا تحته موقد لتسخين الباقلاء بين حين واخر وكاسات صغيرة وبعض الماء لغسل الكاسات.. تتجمع النساء والاولاد الصغار لشراء الباگله التي تبيعها لهم هذه السيدة في كاسات صغيرة وترش عليها مسحوق ما يسمى بالبطنج وهو مسحوق لنوع من الاعشاب الخضراء  ..  واحيانا تقوم النساء  بجلب صحون  مع ارغفة الخبز وبالعدد الذي يكفي للعائلة ...تقوم ام الباگله بنقع الخبز بعد كسره الى نصفين بماء الباقلاء المسلوق.. وبعد دقائق تقوم باخراجه بالة تسمى (الجفجير) لتضعة في الصحن وتقطعه و تضيف عليه حبات الباقلاء.. ثم تقوم برش البطنج على الباقلاء التي في الصحن  ..  وبعدها يتم اضافة الدهن الساخن ( حاليا الزيت ).اضافة الى البيض المقلي ..
وفي نهاية النهار تكون ام الباگله قد انهت بيع ما هو موجود في القدر واتجهت الى بيتها لتحضيرما ستبيعه في اليوم التالي..
من الضروري ان يكون البصل والليمون الحامض من مكملات الاكلة ..وغالبا ما تقدم كوجبة  فطور صباحية. يتبعها الشاي  المهيل ... منشأ هذه الاكلة مدينة  الحلة.. لذا فهي اكلة حلاوية .. ولم يستطع الاخوة المصريين  ان ينافسوها بفولهم المدمس عندما قدموا الى العراق .. .. كانت اكلة البسطاء والكسبه..فاصبحت اكلة الجميع من الاثرياء والفقراء  ...واصبحت لها مطاعمها الشهيرة حيث اشتهر بها قدوري ابو الباگله في ابو نؤاس والذي اصبح من المطاعم الراقية في تقديم هذه الاكلة واصبح زبائنه من الطبقة المخملية واركان السفارات العربية والاجنبية والذين استهوتهم هذه الاكله .. وافتتح فروعا عده في بغداد ...حتى استهدفه الارهاب عام 2004 بتفجير انتحارى ..راح ضحيته العشرات .. وفي جانب الكرخ اشتهر بتقديم هذه الاكلة علو ابو الباگله ..و حمادة ابو الباگله ..  لتنقرض او توشك على الانقراض  مهنة ام الباگله ..
وكلنا يتذكر كمرة ام الباگله الضريرة .. زوجة رجب في المسلسل الشهير الذئب  ومن بعده النسر وعيون المدينة والتي قدمت  ام الباگله بشكل قريب من الواقع ..

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...