تقع
مدينة الناصرية على نهر الفرات جنوب العراق وتبعد 378 كم عن العاصمة بغداد
...يحدها من الشمال محافظة واسط ومن الجنوب
البصرة ومن الشرق ميسان
ومن الغرب محافظتي القادسية والمثنى..
على
أرضها قامت الحضارة السومرية في ممالك (أور، لجش، أوروك). وفيها ولد النبي إبراهيم
الخليل .. يعود تأريخها إلى 7000
ق.م و ضمت أول مدينة في التأريخ وهي مدينة
اريدو.. يطلق عليها ذي قار .. وواسط
وهو الاسم الذي اطلق عليها ايام الدولة الاموية و البطائح و المنتفك او
المنتفق نسبة إلى المنتفق بن عامر بن عقيل
بن كعيب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. ثم الناصرية نسبة إلى مؤسسها ناصر باشا
السعدون والذي اسسها عام 1869 وهو الاسم
المتداول حاليا
بعد
أن تشكلت إمارة المنتفك اصبحت الناصرية امارة ودولة مستقله حيث ضمت
أراضي واسعة تمتد من الكوفة شمالا وحتى البصرة جنوبا وكانت عاصمتها مدينة
سوق الشيوخ20كم جنوب الناصرية ..وشهدت هذه الإمارة ا حروبا عديدة مع الدولة
العثمانية لمحاولة أخضاعها لكنها لم تستطع نتيجة تحالف القبائل التي تسكن المنطقة
مما اضطر العثمانيون الى الاعتراف بها
كأمارة تتحكم في اغلب جنوب العراق وبلغ أقصى اتساع تاريخي لها في عهد حاكمها
الأمير مانع بن شبيب في الربع الأخير من القرن السابع عشر.
اسس
الناصرية الحديثة ناصر الأشكر باشا
السعدون ووضع الحجر الاساس في زمن الوالي العثمإني مدحت باشا ... حيث زوده مدحت باشا بالمال والمحاسبين وكان على
رأسهم نعمة الله أكوبجيان الحلبي المشهور مع مجموعة كبيرة من المهندسين
والعمال والحرفيين بلغ عددهم اكثر من
1500 شخص كان على رأسهم المهندس البلجيكي جولس تلي، الذي وضع خرائط للمدينة
وأطلع عليها مدحت باشا ونالت رضاه....
واختار ناصر باشا أرض منخفضة الى
جانب بحيرة أبو جداحة على الجانب الأيسر للفرات ، تلك البحيرة التي فيها مواد
فسفورية تنعكس عليها الأضواء في الليل لذلك سميت أبو جداحة... وبموقع يتوسط أرض
الريف والبطائح وعلى طرفها الغربي بادية
الجزيرة العربية و أمتداداتها...
الخرائط
التي وضعها المهندس البلجيكي جولس تلي كان فيها من الذوق والجمال والهندسة
والحداثة ما جعل الناصرية من أجمل مدن العراق حينها ..حيث صممها لتكون فيها سبع
شوارع متعامدة مع بعضها وبأستقامة رائعة... اضافة الى الاختيار الدقيق لاماكن الساحات والجزرات الوسطية وكذلك اماكن الحدائق والتي تحولت الى مساحات
خضراء غاية في الجمال..ثم اختار مكان سراي الحكومة ومن ثم بنيت
البيوت والأسواق والخانات وجامع
فالح باشا الكبيروشيدت الأسواق والحمامات.. وكانت عملية البناء تتم بالآجر المشوي
واللبن والجص والطين..وكانت أجور المهندسين والعمال مجزية بحيث كانوا في سباق مع الزمن لانجاز العمل...
كما وزعت بعض الدور والدكاكين والخانات مجانا لتشجيع السكن في المدينة الجديدة
الناشئة التي أصبحت مركز جذب، وأخذت بالتوسع السريع حيث وفدت اليها عوائل من مختلف
ارجاء العراق وخلال أقل من سنتين وصل عدد سكانها الى ثلاثين الف نسمة لتكون الناصرية
أول مدينة في العراق تبنى بهذه الطريقة الهندسية ...
عين
ناصر باشا السعدون كأول متصرف في 13/آب/ 1869م كما تم تعيين قاضي .. ومحاسب, وعدد
من الموظفين الإداريين الآخرين اللازمين لدوائر ما يعرف بال السنجق..
من اهم معالم الناصرية
الاثرية زقورة أور و تقع 40 كم مربع إلى
الغرب من مدينة الناصرية ويرجع تاريخا الى عهد أورنمو المؤسس الأول لسلالة أور
ويعتقد أن مولد النبي إبراهيم يقع بالقرب من الموقع الأثري.. كما تعتبر اهوار الناصرية من اجمل معالمها
السياحية في العراق وتستقطب عدد كبير من
السياح .. وتعتبر مصدرا مهما للثروة
السمكية والحيوانية اضافة الى العديد من الاماكن التراثية والسياحية
.. واخيرا فان اهم ما يميز الناصرية هي كونها مدينة الفن والشعر والأدب والسياسة
في العراق .. فقد خرج منها اغلب الشعراء والفنانين والمطربين ممن اثروا
الساحة الثقافية في العراق ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق