هذا
المشروع ورغم انه قلل من بعض المشاكل التي كانت تعانيها مدينة الموصل الا انه لم يف بالغرض المطلوب حيث
ان الجسر العائم كثيرا ما كان ينقطع عند اشتداد الفيضان فكان الناس يضطرون الى
العبور من طرف الجسر الحجري بواسطة القوارب في مناسيب مرتفعة من مياه النهر بسبب
الفيضان ..
استمر
الحال حتى زمن الاحتلال البريطاني حيث
قامت السلطات العسكرية بتشييد جسر عائم محكم مربوط بعوامات ثقيلة واسلاك فولاذية
عائمة فوق العوامات الخشبية لمقاومة مياه الفيضان عند اشتداده وقد ظل هذا الجسر
يقاوم الامواج وشدة جريان المياه لعدة سنوات
بعد تأسيس الحكم الوطني في البلاد حتى جرفه النهر الطاغي لتعود عملية النقل بالقوارب الى ما كانت عليه في الزمن العثماني.
فكرت
الحكومة العراقية في ضرورة انشاء جسر حديدي ثابت يربط كلتا الضفتين وعهدت بتنفيذه
الى مديرية الاشغال العامة بكلفة اجمالية بلغت (665515) دينارا وباشراف من المهندس
المستر ماتيك ومساعده المهندس السيد فخر الدين الجميل وبعض المهندسين العراقيين وبوشر بالعمل في اوائل سنة 1932 وانجز في شهر حزيران
1934 حيث تم افتتاحه من قبل الملك غازي
الاول. وعلى اثر ذلك رفع الجسر العائم القديم وبقيت القناطر الحجرية على حالتها اذ
كانت تبعد عن الجسر نحوا من نصف كيلومتر حدر النهر. ...
ارتأى المهندسون فيما بعد ان بقاء القناطرفي وسط
النهر خلال موسم الفيضان يعيق جريان المياه الامر مما قد يلحق الضرر بسلامة الجسر الحديدي فتقرر
القيام بهدمها ...
سنة
1935 حصل فيضان هائل لم يسبق ان شهدته الموصل
ورغم انه لم يطرأ على الجسر اي
حادث الا ان المياه طغت على الضفة اليسرى و حالت دون الوصول اليه وتقطعت طرق
المواصلات بشكل كامل وللتخلص من هذه
المشكلة قامت مديرية الاشغال العمومية بانشاء قناطر حجرية على مجى نهر الخوصر الذي
يبعد عن مدخل الجسر حوالي مائة وخمسين مترا ثم قامت بتعلية الطريق بين الجسر وبين
تلك القناطر قامت بعدها مديرية الري
العامة بانشاء سدة على ضفة نهر الخوصر اليسرى منعا لتدفق المياه.
20/12/2018
ردحذف