الجمعة، 25 يناير 2019

مذبحة المماليك


تعتبر  مذبحة المماليك أكبر  وابشع عملية اغتيال سياسي في تاريخ مصر الحديث، وبها انتهى بها نفوذ المماليك الذي ظل طاغيا علي البلاد 6 قرون.. لينفرد محمد علي بعدها بحكم مصر،
في يوم الجمعة الأول من مارس 1811، أعد محمد علي حفلا كبيرا بالقلعة بمناسبة خروج الجيش المصري للقضاء على حركة الوهابيين في الحجاز بقيادة  ابنه طوسون .حضره ما يقارب عشرة الاف مدعو من ضمنهم نحو 500 مملوك حضروا وسط أجواء احتفالية كبيرة،
وبعد أن انتهى الحفل الفاخر دعاهم محمد علي لتوديع الجيش الخارج للحرب.. سار الموكب منحدراً إلى باب العزب،و اختير هذا  المكان بعناية حيث  الطريق الذي يؤدى إلى باب العزب عبارة عن  ممر صخرى منحدر تكتنفه الصخور على الجانبين، حيث لا مخرج ولا مهرب، لقد كان الأمر خدعة انطلت على المماليك..
بعد خروج الجيش أغلقت الأبواب في وجه المماليك و استدار الحرس  الذين كانوا يعطون ظهورهم للمماليك .. وانطلقت رصاصة في السماء كانت بمثابة إشارة لبدء مذبحة لن ينساها التاريخ حيث انهال الرصاص من كل صوب وحدب على المماليك.و قتل ما يقرب من 500 من أمراء المماليك على يد جنود محمد علي باشا..
ومن نجا منهم من الرصاص فقد ذُبِح بوحشية حتى امتلأ فناء القلعة بالجثث ولم ينج من هذه المجزرة سوى أمين بك الذي هرب بحصانه من فوق أسوار القلعة  وهرب به إلى بلاد الشام ..وقد خلد قصته جورجي زيدان في روايته "المملوك الشارد". بينما كان هناك مملوك لم يحضر الحفلة بسبب انشغاله في أحد القرى وبالتالي لم ينج سوي هذين المملوكين.
وصل خبر تلك المذبحة إلى الجماهير المحتشدة في الشوارع لمشاهدة الموكب فسرى الذعر بينهم، وتفرق الناس، وأقفلت الدكاكين والأسواق، وهرع الجميع إلى بيوتهم، وخلت الشوارع والطرقات من المارة..ونزل جنود محمد علي إلى شوارع القاهرة يقتلون كل من يقابلهم من المماليك ويغتصبون نسائهم ويسرقون منازلهم وظلت الأمور كذلك لمدة ثلاثة أيام  واستبيحت القاهرة حتى  وصل عدد القتلى النهائي إلى 1000 من أمراء المماليك ..وسادت الفوضى وانتقلت عمليات النهب إلى البيوت المجاورة لبيوت المماليك  مما اضطر محمد علي باشا إلى النزول بنفسه لشوارع القاهرة ﻹيقاف الفوضى..  و السيطرة على جنوده وأعادةالإنضباط.
مكان مذبحة القلعة ما زالت تخيم عليه اجواء الرهبة والخوف  ويحمل  صرخات المستغيثين من الموت.
لوحات تخيلية لما جرى اضافة الى صورة للمكان الذي وقعت فيه ابشع عملية اغتيال سياسي في التاريخ ..

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...