الاثنين، 22 مايو 2017

مستشفى الميدان المدرع المتنقل

منذ فترة وانا اؤجل طرح موضوع اليوم .. ولكن اتصور ان  حاجة القوات الامنية الآن الى اعادة تجهيز مثل هذا المستشفى اصبحت ماسة خاصة وهي تخوض معارك شرسة من اجل تحرير الارض  .. واتمنى ان يتسع صدر جميع الاخوة للموضوع ..
 في عام1979 تعاقدت الحكومة العراقية  مع  شركة "انترمد هوسبتال تيك" الالمانية  الغربية  ومقرها في مدينة هانوفر لتجهيز  العراق  بمستشفى ميدان مدرع متنقل .. ولهذه الشركة تجارب سابقه في المنطقة العربية اذ سبق ان زودت السعودية وليبيا بمثل هذا المستشفى ..
تم ارسال  كادر هندسي مؤلف من اربعة ضباط مهندسين من كوادر الطبابة العسكرية الى المانيا للتدريب على تشغيل و صيانة منظومات المستشفى  وقد رافق  هؤلاء المهندسون المستشفى  الى بغداد وساهموا مع الكادر الالماني  في نصبه في معسكره الدائمي في  التاجي ببغداد
يتكون المستشفى من 17 عجلة مدرعة  ويؤمن الحماية للطواقم الطبية في الميدان والجرحى  من  الاسلحة الخفيفة والشظايا ... تبلغ سعتة 50 سرير .. و يتكون من صالتين للعمليات وردهتين للعناية المركزة  بعد العملية وصيدلية و مختبر واشعة وردهة طوارى وعربة لوندرى ومطبخ لاطعام الجرحى بالاضافة الى مقر الاطباء ..و الكادر الهندسى  المكون من اربعة ضباط مهندسين  المسؤول عن  ادامة وصيانة وتهيئه المستشفى للحركة الى قواطع العمليات..
دخل المستشفى المدرع الى الخدمة  يوم  21/3/1981 وكان بأمرة العقيد الطبيب عبد الوهاب الدباغ .. حيث شارك فى كافة قواطع العمليات  وقام باجراء اصعب العمليات الجراحية فى الميدان من قبل الاطباء الجراحيين .. العسكريين او المدنيين من الاطباء  الذين كانت تتم الاستعانة بهم ..
تنقل المستشفى في العديد من قواطع العمليات حيث كان اول انفتاح له في منطقة الفكة 1981.. منطقة النشوة خلال معركة المحمرة 1982..بنجوين 1983.. بدرة 1983.. المجر  1984.. البرجسية في البصرة 1985..الزبير خلال معارك الفاو 1986..  البصرة  1987.. مندلي 1988.. عاد بعدها الى المعسكر الدائمي في التاجي بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية  قبل ان يتحرك مرة اخرى الى البصرة ويكون بامرة الحرس الجمهوري في 15/7/1990 في مناطق صفوان والبرجسية  اثناء احتلال الكويت .. انسحب بعدها في 23/2/1991 عن طريق تل اللحم والدير والقرنة و لكن بسبب تدمير الجسور و انقطاع المواصلات فقد بقي المستشفى في منطقة الدير شمال البصرة حيث تم استهدافه  و تدميره بشكل شبه كامل من قبل الطائرات الامريكية بتاريخ 25/2/1991 ..عاد بعدها منتسبوه الى العمارة مشيا على الاقدام  ومنها  الى بغداد .. حيث اصدر بعدها اللواء الطبيب ابراهيم طه احمد مدير الامور الطبية آنذاك  امرا  بوضع كافة الامكانيات المتاحة في المديرية تحت تصرف الطاقم الهندسي  لغرض سحب  المستشفى من الدير الى بغداد باي شكل من الاشكال  .. حيث تم اكمال عملية النقل خلال عشرين يوما ..تم بعدها اعادة اعمار المستشفى وتاهيله من قبل الكادر الهندسى واصبح جاهزا للعمل .. قبل ان يتم ايداعه الى مستودعات الطبابة العسكرية عام 2000 ..لانتفاء الحاجة له  ...
في عام 2003 تم تدمير المستشفى بشكل كامل وتمت سرقة كافة محتوياته .. لتنتهي  قصة مستشفى الميدان المدرع  المتنقل..

منقول من عدة مصادر .. بتصرف


هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...