الاثنين، 22 مايو 2017

زيارة الموسيقار محمد عبد الوهاب الى بغداد

الزيارة الوحيدة لموسيقار الاجيال الفنان الخالد محمد عبد الوهاب الى العراق.. كانت في  ربيع عام 1932،حيث دعي عبد الوهاب وهو في مقتبل حياته الفنية الحافلة الى زيارة بغداد للمشاركة في المعرض الزراعي الصناعي واحياء حفلات غنائية في امسيات الشهر الذي اقيم فيه المعرض و الذي اقامته الجمعية الزراعية الملكية برعاية مباشرة من الملك فيصل الاول لبيان النهضة الزراعية والصناعية والعلمية التي يشدها العراق..وقد ساهم في اقامة المعرض الزراعي الصناعي ممثلو الوزارات جميعا، واختيرت بناية الجمعية الزراعية الملكية والاراضي المجاورة لها في منطقة الباب المعظم محلا للمعرض الذي افتتحه الملك فيصل الاول في الاول من نيسان1932 ..وسميت الارض التي اقيم عليها المعرض (حديقة المعرض) حيث بقيت بعد انتهاء المعرض حديقة غناء تزورها العوائل البغدادية وتقام عليها مختلف الفعاليات الفنية والادبية والاجتماعية.....
وفي هذا المعرض اقيم مسرح لكي يقدم عليه الموسيقار محمد عبدالوهاب حفلاته الغنائية،وفي الحفلة الاولى التي اقيمت في اليوم الاول من ايام المعرض، انشد محمد عبدالوهاب قصيدة (ياشراعا وراء دجلة يجري ) التي نظمها الشاعر الكبير احمد شوقي بهذه المناسبة وطلب من عبدالوهاب غناءها امام الملك في بغداد، وفي الايام التالية اعادها الفنان مع اغانيه الشهيرة آنذاك مثل (ياجارة الوادي) و(الهوى والشباب) و(انا انطونيو) و(ظبية الوادي) وبعض ادواره الغنائية، ولكن الحقيقة ان الاقبال على حفلات عبدالوهاب كان ضعيفا كما ذكر معاصريها، فالفنان لم يشتهر امره بين الاوساط العراقية، كما ان اسعار التذاكر كانت باهظة (من 5 روبيات الى 10 روبيات) في الوقت الذي كانت ذيول الازمة الاقتصادية العالمية تلقي بضلالها على الوضع الاقتصادي في العراق.. بالاضافة الى الدور الكبير للحملة الشعبية التي  اثيرت ضد عبدالوهاب والفن المصري بشكل عام والتي قادها الشاعر الشعبي الكبير الملا عبود الكرخي..
دعي للغناء في القصر الملكي بحضور الملك فيصل الاول وولي عهده الامير غازي وعدد من الوزراء وكبار موظفي الدولة، وقد انشد في هذه الحفلة قصيدة (ياشراعا وراء دجلة يجري) وبعد انتهاء الحفل  مثل بين يدي الملك فيصل وسمع منه  كلمات الاطراء والثناء مما كان مدعاة فخر واعتزاز له..
اشتهر محمد عبدالوهاب في بغداد   بعد ان عرضت سينما الرافدين " السنترال سينما " فيلم(الوردة البيضاء) وبعدها عرضت  سينما الرافدين الفلم الثاني لعبد الوهاب وهو (دموع الحب) عام 1936حيث توافدت الى دار السينما اعداد كبيرة، وكان مدخل السينما ضيقا فتكسرت جميع الواجهات الزجاجية التي تعرض فيها صور الفلم، فاضطرت ادارة السينما الى فتح جميع ابوابها لدخول الجمهور ولاول مرة امتد عرض فلم (دموع الحب) لاسابيع عديدة..
خلال عودته من العراق في طريقه الى سوريا تعطلت  سيارته التي كان يستقلها بصحبة احد افراد فرقته الموسيقية فاضطر للتوقف في الصحراء العراقية وترجل وزميله من السيارة وسارا في الصحراء على غير هدى، حتى فاجأهما في جوف الصحراء اعرابيان يتمنطقان بالاسلحة النارية،رأى عبدالوهاب ان يكتم اسمه ولكن زميل عبدالوهاب لم يأبه بذلك وقال لهما: ان هذا الشخص هو المطرب المصري المشهور محمد عبدالوهاب، وسرعان ماتغيرت ملامح الاعرابيان واتسمت على ثغرها ابتسامة الاعجاب وقالا: انت عبدالوهاب الذي يغني على ليلى ؟ ثم اكرم الاعرابيان وفادة الرجلين، وهيأ لهما الطعام ثم غنى لهما عبدالوهاب بعض اغانيه الرائعة من باب الاعتراف بالجميل.. الى حين اصلاح السيارة ..
في وثائق البلاط الملكي المحفوظة في المكتبة الوطنية ببغداد هناك  رسالة وجهها الموسيقار  محمد عبد الوهاب  الى الملك فيصل الاول بعد شهرين من زيارته لبغداد، وتاريخها 26 حزيران 1932 يلتمس فيها تعيين احد اقربائه ويدعى فهمي خالد علي، في احد الوظائف الحكومية في العراق، وقد اجابه رئيس الديوان الملكي  رشيد عالي الكيلاني في 18تموز 1932 واخبره فيها باطلاع الملك على رسالته وانه لاتوجد وظيفة شاغرة حاليا..




هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...