الاثنين، 22 مايو 2017

قصة السكك الحديد في العراق

شهد العراق أول خط حديدي لعربات الترام عام 1869 , عندما اقام الوالي العثماني مدحت باشا شركة ترامواي بغداد - الكاظمية المساهمة واستخدمت الخيول لجر العربات , وكان يعرف لدى العراقيون ب ( الكاري ) .انشأ فيما بعد خط مشابه يربط مدينة النجف بمدينة الكوفة وحققت هذه الشركة ارباحا قدرت ب 100% من رأسمالها الاصلي . وكان العراق من اوائل دول الشرق الاوسط استخداما للقطارات في نقل المسافرين والبضائع .. حيث حصلت  المانيا في سنة 1899 على امتياز من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لمد خط سكة حديد الاناضول من استنبول الى الخليج العربي ..  وفي نفس السنة تأسست شركة سكة حديد الاناضول برأسمال الماني وتمت المصادقة على امتياز خط  قونية –الخليج العربي عبر الموصل وبغداد ومن ثم البصرة فالكويت .
باشرت شركة سكك حديد الاناضول  بمد الخط العريض سنة 1912وفي سنة 1914 افتتح الخط العريض للسكة مابين بغداد والدجيل القريبة من سامراء ..ثم توقف العمل لاندلاع الحرب العالمية   حيث اكمل الانكليز فيما بعد هذا الخط الى الشرقاط جنوب مدينة الموصل... وقد استفاد الاتراك من استخدام خط بغداد - سامراء بنقل جيوشهم ومعداتهم الحربية اثناء انسحابهم واخلائهم بغداد ليلة العاشر من اذار/ 1917م. فنقلوا ما تمكنوا من نقله واشعلوا النيران في المتبقي.. فيما  مد الانكليز خط السكك من البصرة الى بغداد  للاغراض العسكرية وخدمة للمجهود الحربي اثناء تقدمهم وزحفهم نحو بغداد. 
وفي ايلول سنة 1916 شرع الانكليز بتاسيس " مديرية السكك الحديد " وفي سنة 1920 انتقلت ادارة شؤون السكك من الادارة العسكرية الى الادارة المدنية  و كانت تدار من قبل موظفين بريطانيين باشراف المندوب السامي البريطاني .
واضافة الى خطوط السكة الحديدية  قام الانكليز  ببناء المحطات وورش التصليح حيث  بنو في بغداد  ثلاث محطات رئيسة اثنتان في جانب الرصافة وهما (محطة شمالي بغداد (باب المعظم) والثانية محطة شرقي بغداد (محطة باب الشيخ) اما الثالثة فكانت في جانب الكرخ وهي محطة (غربي بغداد) والتي استقبل فيها الملك فيصل الاول عند قدومه الاول من البصرة الى بغداد...وعند شمال هذه المحطة اسسوا معامل الشالجية،وهي من اكبر الورش الصناعية في تاريخ العراق لتصليح القطارات وعربات النقل..وظل هذا المرفق الصناعي يقدم خدمات التصليح والعطل ويرفد الجهد الصناعي بالعمال والفنيين المهرة طيلة دخول القاطرة الى العراق. اعتمدت قوات الاحتلال الانكليزي في توفير الايدي العاملة للسكك العراقية على الهنود الذين دخلوا ضمن قوات الاحتلال حيث كانت لهم الخبرة في تشغيل القطارات.. والارمن والاثوريين النازحين من تركيا والذين  اشتغلوا في ادارة المحطات التي تقع على امتداد خطوط السكك.. وعلى الجالية البريطانية التي كان لها المام بالامور الحسابية ومسك الدفاتر ومعرفة باللغة الانكليزية..
وفي سنة 1924 انتقلت ادارة السكك الحديد الى حكومة العراق الا ان ملكيتها ظلت للحكومة البريطانية لغاية  سنة 1936 حيث انتقلت الى الحكومة العراقية بموجب قانون ابرام الاتفاقية العراقية المختصة بنقل ملكية السكك الحديدية للحكومة العراقية رقم 52 لسنة 1936 حيث اعتبر  يوم 16 نيسان 1936 عيد للسكك الحديد في العراق .
 وبعد نقل ملكية هذا المرفق الى الحكومة العراقية... وعند جنوب محطة غربي بغداد شيد الانكليز  بناية كبيرة جدا عالية السقوف متخصصة  بغسل وفحص وتزييت القاطرات وظلت ملكية هذا المرفق الحيوي وادارته بيد الانكليز لمدة طويلة من الزمن... وبعد مفاوضات ومباحثات عدة ومعقدة تم نقل ملكيتها الى الحكومة العراقية وكان اخر مدير عام انكليزي لهذه المؤسسة هوالمستر (سمث)..
كانت السكك الحديدية  تعتمد انظمة مختلفة فمنها يعتمد النظام القديم ومنها يعتمد النظام المتري .. لذا تم في بداية العهد الجمهوري ايام عبد الكريم قاسم  توحيد  القياسات وفق النظام العالمي القياسي في مشروع ضخم تم افتتاحه في عام 1967  حيث تم تشغيل اول قطار على الخط القياسي بين بغداد والبصرة ..
تضررت الشركة بعد عام 2003م و ما أعقبها من عمليات نهب وتخريب حيث لم يعد صالحاً للإستخدام من قاطرات الشركة سوى ما مجمله 158 قاطرة من أصل 410 قاطرة المملوكة للشركة. كما أن الوضع الأمني الغير مستقر أدى إلى توقف الشركة عن تسيير رحلاتها  إلا أن الشركة قد عادت لتسيير رحلاتها بين البصرة و بغداد عام 2007م ... بالاضافة الى تشغيل خط بغداد- كربلاء المقدسة ايام الزيارت  والمناسبات الدينية ..




هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...