خان الشيلان

رمز من رموز النجف الاشرف وصرح من الصروح التراثية العراقية.. يقع خان الشيلان  في نهاية الطرف الشرقي  لمحلة البراق احد احياء المدينة القديمة الاربع .. البراق والمشراق والعمارة والحويش ....وفي شارع يسمى شارع الخورنق .. شيد في أواخر العهد العثماني  وبالتحديد  سنة 1899  م ..على أرض مساحتها 1500 متر مربع   ويتألف من قبو وطابقين علويين بغرف كثيرة ومتداخلة، تتقدمها أواوين مقوسة، بنيت بأسلوب معماري جميل، وعلى الجدران نقوش وزخارف إسلامية.. كان الغرض والهدف من بناءه  هو إيواء الزائرين القاصدين لزيارة ضريح  اسد الله الغالب  علي بن ابي طالب  عليه السلام ..في زمن لم يكن للفنادق ودور الضيافة من وجود  في المدينة القديمة .. أصبحت هذه القلعة مقر للحكومة في زمن العثمانين لإدارة شؤون  النجف وتسيير الأمور الإدارية والعسكرية في المدينة وبعد الضعف الذي حل بالسلطة العثمانية والهزيمة التي لحقت بهم من قبل القوات البريطانية  سيطر أهالي النجف على الخان وأقاموا فيه حكومة أهلية امتدت لسنتين قبل ان يدخل الجنرال البريطاني (مود) إلى بغداد .. حيث أرسل قوة عسكرية إلى النجف للسيطرة عليها والاستيلاء على خان الشيلان..  وهكذا تحولت تبعية الخان الى القوات  البريطانية .. وانتهت الحكومة الاهلية للنجفيين و أصبح ثكنة للجيش البريطاني الذي اتخذ من الخان مقرا له ,, وحوله الى معتقل لاغلب الشخصيات الثورية .. وبعد اندلاع  ثورة العشرين حول الثوار الخان إلى معتقل ضم العديد من الضباط البريطانيين والجنود الإنكليز والهنود ممن وقعوا أسرى بيد الثوار في معركة الرارنجية شمال شرق مدينة النجف ..حيث قامت أول حركة ثورية ضد البريطانيين، قتل فيها الحاكم البريطاني، الكابتن مارشال، حيث وصل عدد الاسرى من القوات البريطانية ..167 اسير...   80 منهم كانوا بريطانيين، بينهم ضابطان، فضلا عن 66 هنديًّا بين مسلم، ووثني، وسِيخِيّ اضافة الى بعض الاعداد الاخرى من جنسيات مختلفة  ومازالت جدران الخان تحتضن مذكرات الاسرى وكتاباتهم .. تم تشكيل لجنة خاصة لرعاية الأسرى من قبل مكاتب المرجعيات الدينية في النجف،حيث كانت توزع على الاسرى  وجبة الأرزاق تضمنت الخبز والتمر والخيار والسكر والشاي والتبغ والكبريت وظروف رسائل، كي يكتب الأسرى رسائل إلى أهلهم بالرغم من الحصار الذي فرضته القوات البريطانية  على المدينة  حيث بقي الاسرى في الخان قرابة الأربعة أشهر، سلموا بعدها إلى ممثل الحكومة البريطانية بالمقابل قامت القوات البريطانية بحصار المدينة المدينة واستطاعت دخول النجف  وأعادت خان الشيلان إلى السلطة البريطانية ......

عاني خان الشيلان الاهمال في ظل الحكومات المتعاقبة  ولكن وبما يحمله  خان الشيلان من رمزية  خاصة في نفوس العراقيين عامة والنجفيين وأبناء العشائر بصفة خاصة فإن دائرة التراث في وزارة السياحة والآثار حولت خان الشيلان الى متحف للتراث النجفي وتراث ثورة العشرين بالذات  يعرض فيه  تراث المدينة عبر فترات زمنية متعاقبة كما يضم مجموعة من الوثائق والمخطوطات والصور لزعماء الثورة  وأسلحتهم وجميع ما يتعلق بتراث النجف الاشرف...