صُنع هذا اليخت في ولاية كاليفورنيا الامريكية عام 1931 لاستكشاف
القارة القطبية الجنوبية وكان اسمه (
فاليرو الثالث ) .. ولكنه استخدم ايام
الحرب العالمية الثانية من قبل حرس الحدود الامريكي... واشترته بعدها الحكومة العراقية عام 1955 ونُقل الى المملكة
المتحدة لاجراء بعض التعديلات والصيانة
عليه وكان اليخت بقيادة...
غادر المركب الى تركيا قبل ثلاثة اسابيع من
التحول الى الجمهورية في 14 تموز 1958 تحت
قيادة كابتن بريطاني الجنسية وطاقم مؤلف من حوالي عشرين شخصا هم كل من المهندس
البحري ومسؤول الاتصالات والطباخ ومساعده والقائم بخدمة الملك الشخصية والباقي هم
نوتية اليخت . ..ورسا في اسطنبول بانتظار
قدوم الملك فيصل الثاني في 15/7/1958 لحضور مؤتمر بغداد الذي سيعقد هناك وقضاء
موسم الصيف للأستجمام والاصطياف هو وحاشيته على شواطئ بحر ايجه ومضيق البسفور
.. ولكن بعد 14تموز 1958 انقطعت الاتصالات
مع اليخت واصبحت اوضاع اليخت مبهمة ..
استلم
مدير الارصفة والنقليات في مديرية الموانئ العامه برقية من المهندس البحري
صبري الخميسي تؤكد هروب قبطان اليخت
الملكي البريطاني الجنسية و توليه مسؤولية
اليخت الملكي لغرض العودة به الى العراق
..في نفس الوقت قامت ثلاثة فرقاطات من القوات
البحرية التركية بمحاصرة اليخت و منع
طاقمه النزول الى الشاطئ لأي سبب وقدم الملحق العسكري العراقي في تركيا طلبا الى السلطات التركية للسماح بزيارة
اليخت وتفقد حالة طاقمه والعاملين على
متنه والأطلاع على احتياجاتهم... ولكن طلبه رفض
في حين سمح للامير زيد ابن الحسين
بزيارة مفاجئه الى اليخت وبرفقته الكابتن البريطاني حيث دخلا كابينت (غرفه نوم )
الملك الخاصة ، ومكثا فيها عدة دقائق ثم خرجا ، وهم يحملون حقيبة كبيرة تعود الى
الملك ولم يتمكن احد من منعهم خوفا من السلطات التركيه
التي كانت مرابطه بالقرب وحول اليخت...
بمرور الزمن ..
اخذ الوضع يسيئ فعقد المهندس صبري عريبي الخميسي اجتماعا مهما مع معيته نوتية اليخت لأتخاذ قرار
مصيري حيث وافق الجميع على المجازفه والتسلل ليلا من ميناء اسطنبول والخروج باليخت
نحو المياه الدوليه مهما كلف الامر.. واضعين بحسابهم كل الاحتمالات .. وتم تهيئة
اليخت وحساب مقدار الوقود والمياه المتوفره والارزاق المعلبات ومشروبات والسكائر ،
والاحتفاظ بها مركزيا وتم تقليل حصة الفرد
منها الى النصف..
وبقوا على هذه
الحال ثلاثة ايام طوال وهم بوضع درجة
التأهب القصوى بانتظار ليالي الظلام
الدامس ..
في الساعة الواحده بعد منتصف ليلة 2 / 3 من شهر أب
سنة 1958 تحرك اليخت بحذر وبطئ شديدين ، مستفيدين من الظلام الدامس ، و تم تقليل
الانارة الى الحد الادنى الممكن للرؤيه، ومنعت الاناره الفرديه منعا باتا ، ولأي
سبب كان بما في ذلك تدخين السكائر ..وسارت
الامور بشكل جيد ، وتمكن الطاقم من التملص والتسلل ببطئ بعد معاناة وصعوبات فنية
وضغوط نفسية ، اهمها الخوف من تعرضهم
للمسائله القانونيه من قبل السلطات التركيه في حالة القاء القبض عليهم وعلى اليخت
..واخيرا وبعد ساعات تمكن طاقم اليخت من الافلات من طوق الحصار ، ودخلوا المياه
الدوليه ، و تجنب الطاقم الرسو في موانئ جزيرة قبرص خوفا من السلطات البريطانية
التي كانت تحتلها ، واستمر اليخت بابحاره متوجها الى ميناء بورسعيد المصري حيث
اتصل القبطان صبري مباشرة بواسطة جهاز
المورس بالاسطول المصري كما تقتضيها القوانين في مثل هذه الاحوال ، فرحبت السلطات
المصريه بهم حيث دخلوا المياه الاقليميه المصريه واكتض ميناء بورسعيد بالمستقبلين
، ومراسلي صحف ، والجماهير الغفيرة ..
بعد قضاء مدة
عشرة ايام في ميناء بورسعيد المصري لغرض الاستراحة والتزود بالوقود وتبضع حاجات
اليخت والافراد ، واصل اليخت ابحاره صوب العراق عن طريق البحر الاحمر،متوجها الى
ميناء عدن ، ومن ثم الى البحر العربي والى الخليج العربي وقد قطعها بفترة زمنيه
قصيره ، حتى وصل البصرة حيث كان باستقبال
اليخت حشد كبير من الاهالي ..
في اليوم
التالي ، وصل الموقع المقدم الركن صالح مهدي عماش موفدا من قبل مديرية الاستخبارات
العسكربه ، للتحقيق حول الحقيبة التي استحوذ عليها الامير زيد ابن الحسين ولكن دون
جدوى .. تم بعدها تغيير اسم اليخت الملكي (عاليه) الى اليخت ( ثورة ) وتقرر بعدها استخدام اليخت
لأغراض السياحه ..
عملية اعادة اليخت الى العراق كانت تحت قيادة المهندس البحري صبري عريبي مخيطر الخميسي من مواليد
قلعة صالح 1928 وهو من الاخوة
المندائيين خريج بريطانيا هاجر الى كندا في اوائل الثمانينات واخر المعلومات تقول انه ما زال يعيش وعائلته
هناك .. اما اليخت فيقبع حاليا في قعر شط العرب بعد ان تم اغراقه بعد عام 2003
13/3/2018
ردحذف