جسر دَلال .. الجسر الحجري .. الجسر الكبير ..جسر العباسية ...جسر الهسنية.... قنطرة سنجة كلها اسماء وردت في بطون الكتب وشاعت على السن الناس للدلالة اشهر معالم مدينة زاخو التاريخية .. وهو ما يعرف بالجسر العباسي والذي جاء اسمه من أسم أول آمر فوج وصل الى زاخو وتمركز في المنطقة وكان أسمه عباس
وفي اليوم التالي جاءت زوجة ابنه واسمها دَلال لإحضار ألطعام لعمها يسبقها كلبها وكان عمها مرتاحا لوجود الكلب في المقدمة لكن ما ان وصلوا الى الجسر حتى تلكأ الكلب وتقدمت دلال لتكون أول من صعدت على الجسر .. اغمي على البناء و بعد ان عاد الى وعيه أخبرها القصة وقال لها اذا اريد للجسر ان يكتمل فيجب دفنك في هيكل الجسر ,وافقت دَلال وقالت لعمها افعل ما تراه مناسبا ياعمي فانا سعيدة ان أبقى خالدة في ذاكرة الناس طوال العصور . عندها مدت في منتصف الجسر وبدأ باكمال البناء وبوضع الحجارة حولها . و نبتت نبتتان في احدى الفتحات بين أحجار الجسر . يعتقد الاهالي بانها ( ضفائر دلال ) ويقال ان الجسر حمل اسم ( دَلال ) تخليدا لذكراها .
وبعيدا عن منطق الاساطير إختلف المؤرخون في العهد الذي يرجع اليه بناء الجسر بسبب خلوه من أية كتابة أو رسوم تدل على تاريخ تشيده ومن المرجح ان الجسر أقيم قبل الهجرة والميلاد . يبلغ الطول الكلي للجسر 114 متر وعرضه 4.7 متر اقصى ارتفاع له عن سطح الماء 15.5 متر وهو مبلط بقطع الحجر الكبيرة والمرصوفة بشكل مدرج ..الجدران مبنية بقطع كبيرة من أحجار الكلس المنحوتة والمرصوفة الى بعضها بنسق جيد.. وقد اعتبر المقدسي ان هذا الجسر من عجائب الدنيا حيث قال ان عجائب الدنيا ثلاث ( منارة الاسكندريه وقنطرة سنجه وكنيسة الرها )
في العقد الثالث من القرن العشرين تغير أسم ( جسر دَلالْ ) الى ( الجسر العباسي وتغيرت معالمه حيث تم بناء حائظ ارتفاعه اكثر من ثلاثة امتار في الجزء الشمالي الشرقي الملاصق للجسر قلص كثيرا من حجم الجسر ، و تم دفن الشارع المؤدي الى الجسر مما شوه الطابع الاثري للجسر
تعرض الجسر الى محاولات عديدة لتدميره اهمها محاولة ألأمير الراوندوزي ( ميرىَ كوره ) الذي حاول هدم الجسر لقطع الطريق أمام تقدم القوات العثمانيه حيث تهدم القسم العلوي منه . وأعيد بناؤه لاحقا باستعمال حجرالصوان الصغيره والتي لازالت موجوده وواضحة حيث تختلف كليا عن الاحجار الكلسيه الاخرى .كما قامت القوات البريطانيه بتلغيم الجسر وذلك بوضع كمية كبيرة من مادة تي أن تي أثناء الحرب العالمية الثانية في منتصف القوس الكبير لتفجيره في حال تقدم قوات العدو .. تمت أزالتة هذه الالغام عام 1955م
ألوقوف تحت الجسر وفي منتصف القنطرة الوسطية يوحي للناطر الى الأعلى بأنها ستنهار في أية لحظة أما ألوقوف في أعلى الجسر فيثير الدوار عند الكثيرين عند النظر الى ألاسفل حيث ألأخدود الصخري الضيق... حالة قفز واحدها شهدها الجسر وذلك عندما كان الحاج يوسف باشا يرافقة جماعة من رجال المدينة عند جسر دلال حيث قام بتخصيص جائزة مغرية وهي ( ثور الحراثة ) لمن يتمكن من القفز من قمة الجسر الى الماء وهو امر صعب لوجود حجر ضخم في جهة الجنوب وضع بشكل مستعرض وكان يستخدم لتنفيذ احكام الاعدام في حينها... حيث تطوع احد الحاضرين وهو محمد جنيد وقفز من أعلى الجسر بنجاح ونال المكافأة . أما اليوم فان عددا من الشباب يؤدون هذه القفزة رغم خطورتها لأن أي خطأ في تقدير المسافة سيؤدي الى تهشما كاملا للجسم على تلك الصخور ..
رائد جعفر مطر
من عدة مصادر بتصرف
4/5/2018
ردحذف