الاثنين، 22 مايو 2017

سدة الهندية

تقع سدة الهندية على نهر الفرات جنوب مدينة المسيب صممها ونفذها المهندس البريطاني وليام ويلكوكس لرفع منسوب نهر الحلة من المياه .بدأ البناء بالسد عام 1911 وأنتهى عام 1913.وقد بني سد جديد بين عامي 1984 و1989 على بعد بضعة كيلومترات شمال السدة القديمة.. ويرتبط هذا المكان بذكريات  السفرات العائلية والمدرسية ايام زمان .. ولهذا المكان حكاية ..
 في أواخر القرن الثامن عشر أراد آصف ألدوله  وهو ثري هندي إيصال الماء إلى مدينة النجف التي كانت تشكو العطش فقام بشق جدول يأخذ ماؤه من الفرات جنوب المسيب و بدأ الماء  يجري فيه بصوره منتظمة منذ عام 1800 م .وسمي بشط  الهندي او الهندية  نسبة إلى هذا  الثري الهندي . الجدول أخذ يتوسع مجراه بمرور الأيام حتى تحولت معظم مياه الفرات إليه وبدأ نهر الحلة يتضاءل تدريجيا وأصبح من الضروري توجيه قسم من ماء الفرات إلى فرع الحلة ..وفي عام 1830 قامت  الحكومة  بسد نهر الفرات وبناء ناظم قوي له من الأجر وقد تهدم ذلك الناظم سنه 1854. ثم بنت سدا من التراب والحطب فلم يبق الا فترة بسيطة  حتى وصل الامر في  سنه 1880 ان اصبح  اصبح نهر  الهنديه هو مجرى الفرات الاصلي وفي عام 1885 جف نهر الحلة تماما.. لذا اهتمت إسطنبول بالأمر واستدعت من فرنسا المهندس  المسيو شونديرفرو الذي وصل بغداد عام 1889 و استطلع الموقع وقام ببناء سده عرضها ياردتان على شكل جناحين مائلين مع فتحه في الوسط  وقد استخدم  الكثيرمن أبناء العشائر وغيرهم باسلوب  السخرة..الطابوق الذي بنيت فيه سدة شونديرفرو استخرج كله من مدينة بابل الاثارية  حيث استخدم الديناميت الذي  كان يوضع في جدران القصور الاثارية لنسفها واستخلاص الطابوق منها . وفي 25 تشرين أول 1890 جرى احتفال بافتتاح السدة.وتخليدا لذكرى بناء السدة شيدت منارة مرتفعه قريبا من جناحها الأيسر مازالت قائمة لحد الان  .. بمرور الايام تصدعت السدة المذكورة وأخذت تتهدم وأصبحت الحالة أشد مما كانت عليه قبل أنشاء السدة وانقطعت المياه في موسم الصيهود عن أراضي الحلة والديوانية والدغاره وفي شهر كانون أول 1908 وصل المهندس البريطاني المعروف السروليم ويلكوكس إلى بغداد حيث عينته الحكومة العثمانية مستشارا للري في العراق وبعد دراسة الوضع أقترح بناء سده ذات أبواب حديديه على بعد 800 متر من شمال سده شونديرفر ووضع التصاميم الملائمة لذلك  .. وعهد ببناء السدة إلى شركه" جاكسون" البريطانية .. وبوشرت بالعمل في شباط 1911 ، وأستخدم فيها زهاء 3500 عامل عراقي وجرى العمل فيها بدقه عجيبة ويعود الفضل بذلك للشركة والمهندس الذين انجزوا العمل في ظل ظروف ادارية صعبة جدا .. وبلغت تكاليف السدة ربع مليون ليره عثمانية 

وفي 12 كانون أول 1913 جرى الاحتفال بافتتاح السدة من قبل الوالي بالوكالة محمد فاضل الداغستاني وحضر الافتتاح القناصل وكبار الموظفين والأعيان .. لتكون واحدا من اهم المشاريع الخزنية والاروائية المهمة في العراق اضافة الى كونها  اصبحت من الاماكن السياحية التي ترتادها العائلة العراقية  للراحة والاستجمام .خاصة ايام المواسم والاعياد  وكذلك كانت المكان المفضل للسفرات المدرسية .. ايام زمان ...



هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...