اليوم سنعيش في اجواء مدينة الكاظمية المقدسة .. وانا للامانة اشعر اني مقصر في الحديث عن هذه المدينة الكريمة والعزيزة الى قلبي والتي تشكل ملاذا روحيا ومركزا مهما من مراكز السياحة الدينية وواحدا من اهم اسواق العاصمة بغداد .. واليوم سنتحدث عن سوق الاستربادي ..
سوق الاستربادي .... واحد من اقدم اسواق الكاظمية المقدسة إنشئ من قبل الأخوين صادق وعبد الكريم الإسترابادي وإبن خالتهم الحاج عبد الرؤوف مهدي الكاظمي يمتد تاريخه الى اكثر من (120) سنة... يبلغ طوله حوالي 350 متراً يطل من جهة على باب قبلة مرقد الامامين موسى الكاظم ومحمد الجواد عليهم السلام ..ويمتد السوق الى الشارع العام المؤدي الى موقف الكاريات سابقا .. (كراج بلد) حاليا ... بناء محلات هذا السوق التاريخي هو عكادة.. وسقف السوق من الجينكو وفي السقف فتحات لدخول الشمس والضوء.. وللطابق العلوي المطل على السوق درج (سلم) للصعود الى طارمة تطل على السوق ذات محجر أشبه بـ الشناشيل، التي تميزت بها الكاظمية المقدسة...
على الرغم من ان هذا السوق يعاني من مشاكل في بنائه القديم بحكم عوامل الرطوبة والتآكل، خاصة ان اغلب سقوفه خشبية، الا انه مازال رغم كل شئ يشكل تحفة تراثية ومعمارية جميلة
ملكية السوق تعود لعائلة الاستربادي، والتي اخذ السوق تسميته منها و رغم عدم تواجد افراد العائلة في العراق، فان املاك السوق تدار من قبل محامي العائلة، ووكيلهم المتواجد في نفس السوق، و لعائلة الاستربادي علاقات متينة في بداية القرن الماضي ولحد الخمسينيات مع رجالات الدولة العراقية،خاصة نوري السعيد رئيس الوزارء العراقي في العهد الملكي. والذي كثيرا ما كان يلجأ اليهم وقد استشهدت احدى نساء العائلة في صبيحة 14 تموز 1958 عند محاولتهم تهريب الباشا نوري السعيد ...
أنفرد السوق بمحلات بيع الاقمشة والتي كان يشغلها ما يسمون ب البزازين وكذلك باعة الدشاديش الرجالية واليشاميغ و العرقجينات.. والعباءات الرجالية والعكل والفوط.. ولكن غالبية محال هذا السوق تختص ببيع الدشاديش الرجالية، حيث تشكل هذه المحال ما مجموعه 85% من عدد المحال الكلي للسوق ..كما توجد في السوق محال صغيرة وقليلة العدد وهي تقع في مقدمة السوق من جهة باب القبلة، تخصصت في بيع (السبح) وخواتم الفضة وبعض الاحجار الكريمة والنادرة، و في السوق مطعم يسمى مطعم (بور سعيد) يعود تاريخه الى اكثر من مئة عام حيث تاسس عام 1901 م.ومازال هذا المطعم يقدم خدماته لزبائنه ..
اغلب رواد هذا السوق هم من كبار السن والفلاحين والكسبة من البسطاء...على عكس باقي اسواق الكاظمية خاصة الأسواق القريبة من (باب الدروازه) والتي تزدحم بروادها من النساء والشباب ...في حين ان الامر مختلف مع سوق الاستربادي، على الرغم من ان هذا السوق يعاني من مشاكل في بنائه القديم بحكم عوامل الرطوبة والتآكل، خاصة ان اغلب سقوفه خشبية، الا انه مازال رغم كل شئ يشكل تحفة تراثية ومعمارية جميلة
7/4/2018
ردحذف