تقع البحيرة الى الشمال
الغربي من محافظة كربلاء وهي موجودة منذ قديم الزمان على شكل منخفضات مائية
متفرقة... تشبه الكمثرى" العرموط " رأسها يقع قرب بحيرة الحبانية
والقاعدة العريضة تقع ضمن محافظة كربلاء المقدسة.. البحيرة منخفض طبيعي يتكون من
هور أبي دبس وبحر الملح والذي هو عبارة عن مستنقع شديد الملوحة بداخله عيون مالحة
كان يستخرج منه الملح ويباع الى المواطنين اضافة الى منخفضات ومستنقعات مائية اخرى
تمتد الى بحيرة الحبانية...
ايام العهد العثماني كان تم
تحويل قسم من مياه الفرات عند الفيضان الى الصحراء الغربية لدرىء خطر الفيضان عن
بغداد وباقي المحافظات و استخدمت المتفجرات لحفر ممرات مائية باتجاه هذه المنخفضات
والمستنقعات ...بعد ذلك فكرت الدولة العراقية باحياء مشروع السير وليم
ويلكوكس للاستفادة من بحيرة الحبانية
وتحويلها من مستنقع الى خزان احتياطي للماء للاستفادة منه عند شحة مياه نهر الفرات في ايام الصيف حيث
تم انشاء سدة الحبانيه للتمكن من خزن
كميات كبيرة من المياه فيها وتم فتح نهر وناظم الذبان لتحويل الماء من الفرات الى البحيرة عند الحاجة ...و كذلك انشاء ناظم
الورار الذي يحول المياه من البحيرة الى
نهر الفرات .اضافة الى ناظم المجرة الى
الجنوب من البحيرة وذلك لتصريف المياه الفائضة اثناء فيضان نهر الفرات الى منخفض
بحيرة الرزازة ..
في عام 1954 حدث فيضان كبير
في نهري دجلة والفرات وتسبب في غرق جزء كبير من بغداد والمناطق القريبة من نهر
دجلة والفرات حيث دخلت المياه الى منازل
المواطنين .. مما دفع الدولة حينذاك الى فتح ناظم المجرة جنوب الحبانية فغمرت المياه كافة الاراضي والمنخفضات ووصلت
الى هور ابي دبس وبحر الملح واصبحت جميعها
بحيرة واحدة سميت ( بحيرة الرزازة ) نسبة الى منطقة الرزازة شمال غرب مدينة
كربلاء... ولوجود اراضي مرتفعة وتلال فقد
ظهرت بعض الجزر في البحيرة منها الجزيرة الكبيرة وسط البحيرة ومنطقة مقابل
قضاء عين التمر وبعض الجزر الكلسية البلورية الصغيرة وقد تكررت الفيضانات مما سبب
ارتفاع منسوب المياه في الرزازة وبدأ يهدد مدينة كربلاء المقدسة والتي تقع في واد منخفض بمقدار 17مترا عن مستوى البحيرة لذا فقد انشأت في
بداية السبعينات سدة كونكريتية ضخمة بدل السدة القديمة وذلك لمنع تدفق المياه الى
مدينة كربلاء المقدسة ..
تعتبر بحيرة الرزازة من البحيرات الميته والمغلقة وذلك لدخول المياه اليها وعدم خروجها... كما
توجد عيون مالحة داخل البحيرة وبالاخص منطقة بحر الملح
تم استغلال البحيرة كمصدر من مصادر الثروة السمكية عبر ادخال انواع كثيرة من الاسماك وتربيتها مثل ـ الگطان ، الخشني ، الحمري ،
البني ، اللصات ، الشبوط ، الكارب بالاضافة الى الشلك والبياح والكمبوزيا ...اضافة
الى الروبيان ذو الحجم الصغير.... وتم انشاء مختبر للثروة السمكية على مقربة من
البحيرة لغرض اجراء الدراسات والبحوث
عليها حاليا و نظرا لإرتفاع نسبة الملوحة وانخفاض منسوب المياه فيها ولعدم دخول
المياه من بحيرة الحبانية الى الرزازة منذ سنوات لم يتبقى من هذه الانواع الا القليل جدا .. ومؤخرا تم ادخال اسماك الشانگ البحرية الى البحيرة
والتي تاقلمت بشكل ممتاز وتمكنت من العيش والتكاثر في البحيرة وبنتائج
جيدة في النمو كونها تقاوم الملوحة العالية ..فيما نفقت باقي انواع الاسماك في البحيرة....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق