بداية عام 1928 وصل الى العراق المهندس
النيوزلندي آرشيامايلن هاملتون وهو في التاسعة والعشرين من عمره ليلتحق
بوظيفته كمهندس بمديرية الاشغال العامة العراقية واسند له منصب المهندس
الاول لمنطقة اشغال الديوانية ..وقام بتنفيذ العديد من المشاريع في الديوانية قبل ان يتم
تكليفه بالتوجه الى شمال العراق
والعمل على وضع تصاميم وتنفيذ
الطرق التي قررت دائرته دائرة الاشغال العامة العراقية تنفيذها هناك والتي عرفت فيما بعد بطريق هاملتون... والذي
يعد من المآثر الهندسية الرائعة كونه يقطع مضيقي راوندوز وبرسريني
لم يكن الامر سهلا انذاك .. فقد كان عليه شق طريق
وسط الوديان والجبال الصخرية والهضاب يمتد من اربيل مرورا بشلال كلي علي بيك و
مضيق راوندوز وينتهي عند حاجي عمران على الحدود العراقية - الايرانية ..
ابتدأ العمل عام 1928 .. وكان هاملتون هو الاوربي
الوحيد وسط جيش من العمال العراقيين ولم
يكن يملك الا معدات بسيطة للعمل وكان عليه
استطلاع الوديان وقياس اعماقها ليجد له
مثابات ونقاط عبور سهلة ..كما كان
عليه تدريب وتلقين العمال فنون شق الطرق واصول نسف الجبال وتفجيرها
والاشراف على العمل وادرة الشؤون الادارية
واطعام واسكان وصرف اجور العمال ..
وعلى مدى خمس سنوات وفي ظل صيف حار وشتاء بعواصف ثلجية انجز هاملتون العمل عام 1932 ليكون هذا الطريق اعجوبة هندسية جبارة ..
و بعد
انجاز هذا المشروع الجبار ترك هاملتون
العراق وقد دون هاملتون مذكراته هذه في كتاب
رائع عنوانه "طريق في كردستان" ترجمه الى اللغة العربية الاستاذ
جرجيس فتح الله 1973..
في عام 2009 زارت السيدة جانيت هاملتون ابنة
المهندس هاملتون وزوجها قضاء رواندوز لتطلع ولديها كوردن واليستا على المشروع الاستراتيجي والانجاز الجبار لجدهم .. المهندس هاملتون ..
مؤخرا
قامت السلطات في الاقليم باستبدال
الاماكن الخطرة من الطريق بانفاق حديثة . وتم تطويريه ليكون بممرين وتم تحديثه
وتأثيثه وفق الاساليب الحديثة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق