رابند رانات طاغور .. منارة الهند و شاعرها الاعظم .. ولد في مدينة كلكتا سنة 1861م و عاش وسط عائلة غنية ومترفة , بدأ كتابة الشعر وهو ابن السابعة عشرة من عمره وطاف العالم يدافع عن بلده الهند ويرفع من شأنها بين الشعوب والدول و نال جائزة نوبل للاداب سنة 1913م وكان أوّل أديـب شــرقي يحصل عليها ..
في سنة 1932م كانت له زيارة الى ايران , فوجه له الملك فيصل الاول ملك العراق الدعوة لزيارة العراق حيث وصل الى خانقين في 19 مايس و استقبله عند الحدود وفد عراقي من الادباء والشخصيات على راسهم الشاعر جميل صدقي الزهاوي, ومنها الى بغداد بالقطار حيث استقبله الملك فيصل الاول ومجموعة من السياسيين والشعراء والادباء، وكان فـي مقدمتهم السيد محمد الصدر، وجعفر باشا العسكري ومحمد بهجة الاثري، ومعروف الرصافـي ونوري ثابت صاحب جريدة (حبزبوز) وغيرهم من الوجوه المعروفة انذاك
أخـتـيـر لإقـامـة طـاغـور في بـغـداد فـنـدق تايكر بالاس Tigris Palace في شـارع الـرّشـيـد والّـذي يـطـلّ من الجهة الاخرى عـلى نـهـر دجـلـة .. وخلال عشرة ايام قضاها في بغداد زار طـاغـور القصر الملكي والتقى الـمـلـك فـيـصـل الأوّل وأعـدّ لـه الـمـلـك سـفـرة إلى مـضـارب احد العشائر في بغداد كما زار الـمـتـحـف الـعـراقي الّـذي كـان يـديـره عـالـم الآثـار الألـمـاني يـولـيـوس يـوردان.واقيمت له حـفـلـة في حـديـقـة أمـانـة الـعـاصـمـة حـضـرهـا رجـال الـدّولـة حيث انشد الرصافي والزهاوي ومحمد بهجة الاثري في الحفل قبل ان يستمع الـحـاضـرون إلى طـاغـور وهو يـقـرأ أشـعـاره ..
كما نـظّـم نـادي الـمـعـلـمـيـن حـفـلـة عـشـاء تـكـريـمـاً لـطـاغـور أقـيـمـت في إحـدى قـاعـات فـنـدق Tigris Palace ودعـاه وزيـر الـمـعـارف عـبـد الـحـسـيـن الـجـلـبي إلى حـفـل عـشـاء ألـقى فـيـه مـحـاضـرة عـن الـتّـعـلـيـم الـحـرّ..و زار دار الـمـعـلـمـات في بـغـداد. وألـقى بـعـضـاً مـن شـعـره.كما ذهـب مـع أدبـاء عـراقـيـيـن إلى مـقـهى الـزّهـاوي، وشرب ”الـحـامـض”.
مسك ختام زيارة طاغور كان امسية وداع في ليلة من ليالي بغداد الرائعة اقيمت في قـصـر الـشّـابـنـدرفي مـحـلّـة الـسّـفـيـنـة بالأعـظـمـيـة الـمـطـلّ عـلى دجـلـة حـضـره عـدد مـن الأدبـاء والـشّـعـراء والـصـحـفـيـيـن، وألـقى فـيـه إبـراهـيـم حـلـمي الـعـمـر وأنـور شـاؤول كـلـمـتـيـن بـالـمـنـاسـبـة.و غـنّـت في تلك الامسية الـسّـت جـلـيـلـة، ومـحـمـد الـقـبـانـجي.
في تلك الامسية نـظـم طـاغـور قصيدة في بـغـداد تـرجـمـها جـمـيـل صـدقي الـزّهـاوي إلى الـعـربـيـة بـعـنـوان “يـا بـلـبـل غـنّي لـجـيـرانـا”، ولـحّـنـها صـالـح الـكـويـتي، وغنتها المطربة زكية جورج.. واشتهرت ليغنيها من بعدها عبد اللطيف الكويتي وحسين السعدي ..
يا بلبل غن الجيرانا
غن وتفنن الحانا
فبنيتهم سرقت قلبي
وليبق لديها جذلانا
ولحقل ابيها من حقلي
تتطاير اسراب النحل
فعشقت النحلة من حبي
ووجدت فريستها عقلي
ازهار حديقتها تشري
فـي السوق وتملأها بشرا
لو كنت غنيا ذا كسب
لشربت الباعة والزهرا
وفي الاول من حزيران غادر طاغور ومرافقوه الى كلكتا من مـطـار بـغـداد عـلى مـتـن طـائـرة هـولـنـديـة
وصـف طـاغـور رحـلـتـه بالتفصيل في كـتـاب نـشـره بـعـد عـودتـه إلى الـهـنـد بـعـنـوان رحـلـة إلى بـلاد فـارس وإلى الـعـراق
توفي فيلسوف الهند طاغور عام 1941
بتصرف من مجموعة من المصادر
بتصرف من مجموعة من المصادر
30/3/2018
ردحذف